وزير الخارجية: العراق سيواصل العمل على دفع مسارات الحوار والتفاوض
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ، فؤاد حسين، اليوم السبت، أن العراق، بصفته رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيواصل العمل على دفع مسارات الحوار والتفاوض، لاسيما بين إيران والولايات المتحدة، انطلاقًا من إيمانه الراسخ بأن الحوار هو السبيل الوحيد لوقف التصعيد، وإنقاذ الأرواح، وتجنب انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة مدمرة.
وذكر بيان لوزارة الخارجية، أن “نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين، القى كلمة العراق خلال أعمال الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في مدينة إسطنبول، والتي تركزت على مناقشة التصعيد الخطير في الشرق الأوسط، لاسيّما العدوان الصهيوني على قطاع غزة وإيران”.
وأكد حسين في مستهل كلمته – حسب البيان – أن “انعقاد هذا الاجتماع يأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصعيدًا غير مسبوق نتيجة استمرار الاعتداءات الصهيونية، مما يستوجب اتخاذ قرارات وإجراءات عملية وفعالة لوقف العدوان، ونزع فتيل أزمة إقليمية خطيرة قد تمتد تبعاتها إلى العالم بأسره”.
وشدد على “تحميل الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن التصعيد في المنطقة”، داعيًا إلى “تحرك دولي عاجل لوقف حرب الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وإصدار قرار من مجلس الأمن ملزم يوقف العدوان فورًا ويسمح بإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع المحاصر”.
وجدّد حسين “موقف العراق الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أراضيه وعاصمتها القدس الشريف”.
وبشأن العدوان الصهيوني على إيران، عبّر فؤاد حسين عن “قلق العراق العميق إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لأجواء دول المنطقة، بما فيها الأجواء العراقية”، محذرًا “من عواقب لا يمكن التنبؤ بتداعياتها”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن “استهداف القيادات الدينية أو المنشآت النووية قد يُشعل فتيل فوضى شاملة تهدد استقرار المنطقة”.
وأكد أن “الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية قد يؤدي إلى كارثة بيئية وصحية تمتد آثارها إلى جميع دول الجوار”، داعيًا إلى “تنفيذ مقررات مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار لعام 1995 بشأن إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط”.
وفي السياق نفسه، عبّر حسين عن “رفض العراق القاطع لاستخدام أجوائه في تصفية الحسابات الإقليمية”، مؤكدًا أن “إغلاق جزء كبير من مجاله الجوي قد ألحق أضرارًا اقتصادية جسيمة، وقطع السبل أمام العديد من المواطنين العراقيين في الخارج”، داعيًا أيضا “دول الجوار إلى تفهم الأبعاد الإنسانية لهذا الوضع وتيسير عودة العالقين”.
وكشف حسين عن “مقترح عراقي رسمي تم طرحه خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المنعقد، يوم الجمعة في إسطنبول، والذي دعا فيه العراق إلى تشكيل لجنة متابعة عربية-إسلامية تتولى مهمة التواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية، وإيران لبحث سبل خفض التصعيد ودرء الأخطار”، داعيًا “الدول الإسلامية إلى دعم هذا المقترح بشكل عملي”.
كما وأكد حسين أن “العراق، بصفته رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيواصل العمل على دفع مسارات الحوار والتفاوض، لاسيما بين إيران والولايات المتحدة، انطلاقًا من إيمانه الراسخ بأن الحوار هو السبيل الوحيد لوقف التصعيد، وإنقاذ الأرواح، وتجنب انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة مدمرة”.
وفي ختام كلمته، دعا وزير الخارجية إلى “تفعيل التعاون الإسلامي في المجالات الاقتصادية والتجارية والبيئية”، مشيرًا إلى “مبادرات عراقية قائمة، منها مشاريع الربط الكهربائي مع دول الخليج والأردن وتركيا”، داعيًا إلى “تعاون مشترك لمواجهة تحديات التغير المناخي وشحّ الموارد المائية والتصحر”، معبرا عن “تطلع العراق حكومة وشعبًا إلى استضافة الدورة المقبلة لاجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في بغداد”.