اخبار العرب والعالم

جولة جديدة من محادثات أوكرانيا في لندن استكمالاً لـ “لقاء باريس”

تأتي جولة المحادثات الجديدة بشأن أوكرانيا ووقف إطلاق النار والسلام، التي تستضيفها لندن الأربعاء، استكمالاً لـ«لقاء باريس» الأسبوع الماضي، فيما استأنفت روسيا غاراتها الجوية بعد هدنة قصيرة في عيد الفصح.

واجتمع الأوكرانيون والأميركيون والفرنسيون والبريطانيون في باريس الخميس للمضي قدماً، بينما تعثرت مفاوضات وقف إطلاق النار التي بدأتها واشنطن. وعرض وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، خطة واشنطن لإنهاء الحرب، لكن «اجتماع باريس» لم يسفر عن أي تقدم يذكر.

ويتعرض كلا الجانبين لضغوط لإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع، وذلك بعد تهديد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأسبوع الماضي بالتخلي عن محاولات التوصل إلى اتفاق. لكن ترمب أعلن أنه يأمل التوصل إلى اتفاق «هذا الأسبوع» دون مزيد من التفاصيل.

 

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مصافحاً وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ويبدو بينهما المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في «الإليزيه» يوم 17 أبريل 2025 (أ.ب)

 

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إن أوكرانيا مستعدة لأي شكل من أشكال المناقشة؛ من أجل إنهاء الهجمات على المنشآت المدنية. وأكد: «تصرّ أوكرانيا على اقتراحها عدم ضرب الأهداف المدنية على الأقل. ونتوقع رداً واضحاً من موسكو… نحن مستعدون لأي حوار بشأن كيفية تحقيق ذلك».

وحذّر الكرملين، الثلاثاء، من التسرع بشأن المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بعد أيام من تصريح ترمب بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق بين موسكو وكييف هذا الأسبوع. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، للتلفزيون الرسمي: «هذا الموضوع معقد جداً ويرتبط بتسوية، لذا؛ فمن غير المجدي تحديد أطر زمنية صارمة والسعي إلى التوصل لتسوية؛ تسوية قابلة للتطبيق، في مدة زمنية قصيرة».

وأضاف بيسكوف أن روسيا مستعدة لدراسة اقتراح الرئيس الأوكراني وقف الهجمات المتبادلة على البنية التحتية المدنية في كلا البلدين، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لمناقشته. لكنه أبلغ الصحافيين أيضاً عدم وجود خطط ملموسة حالياً لإجراء محادثات بين روسيا وأوكرانيا.

وفي ختام «محادثات باريس» الأسبوع الماضي، هدّد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، بانسحاب واشنطن من المحادثات لوضع حد للغزو الروسي، إذا تبين للولايات المتحدة أن السلام «غير ممكن» بين الطرفين المتحاربين.

 

يتهم البعض ترمب بالتودد إلى بوتين (أ.ف.ب)

 

وأكد مسؤول أوكراني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الثلاثاء، عقد الجولة الثانية من المحادثات بين أوكرانيا وشركائها الغربيين في لندن الأربعاء، دون الكشف عن تشكيلة الوفد الأوكراني. لكن وسائل إعلام أوكرانية ذكرت أن كييف ستُمثَّل بالمسؤول عن الإدارة الرئاسية الأوكرانية آندريه يرماك، والمستشار العسكري الرئاسي بافلو باليسا، ووزيرَي؛ الخارجية آندريه سيبيغا، والدفاع رستم أوميروف.

وعندما سُئل بيسكوف عن رد الكرملين على اقتراح زيلينسكي، قال، كما نقلت عنه «رويترز»، إن «الموضوع بحاجة إلى مناقشة، مع الأخذ في الحسبان تجربة وقف إطلاق النار لمدة 30 ساعة خلال عيد الفصح» الذي أعلنه بوتين في مطلع الأسبوع.

ولم يحدد بيسكوف العلاقة بين الأمرين. ويتهم كل طرف الآخر بانتهاك هدنة عيد الفصح لعدد لا يُحصى من المرات، وبعدم الالتزام بوقف جزئي لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة الشهر الماضي يتعلق بتحاشي استهداف منشآت الطاقة، مثل شبكات الكهرباء ومصافي النفط. وأضاف بيسكوف: «في الواقع، شرح الرئيس مدى تعقيد هذا الموضوع حين أجاب عن أسئلة الصحافيين؛ أي إنه إذا تحدثنا عن منشآت البنية التحتية المدنية، فعلينا التمييز بوضوح بين الحالات التي يمكن أن تُعدّ فيها هذه المنشآت هدفاً عسكرياً، والحالات التي لا يمكن أن تكون كذلك فيها». ونقل عن بوتين قوله إن «منشأة مدنية قد تصبح هدفاً عسكرياً إذا اجتمع فيها مقاتلون أعداء». وأضاف بيسكوف: «لذلك؛ هناك تفاصيل دقيقة هنا من المنطقي مناقشتها».

 

روبيو وويتكوف مع ماكرون ووزير الخارجية الفرنسي (أ.ب)

 

وأكد بيسكوف، الثلاثاء، أن بوتين «مستعد لبحث الأمر»، لكن موسكو تريد «أولاً أن تعرف ما إذا كان الجانب الأوكراني مستعداً» لمثل هذا الوقف لإطلاق النار. وأشار أيضاً، بعد نحو يومين من انتهاء هدنة عيد الفصح التي أعلنها بوتين، إلى أنه «إذا تحدثنا عن البنى التحتية المدنية، فيجب أن نفرق بوضوح بين المواقف التي يمكن فيها استخدام هذه المنشآت لأغراض عسكرية، وتلك التي لا يمكن استخدامها فيها». وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بانتهاك هذه الهدنة.

وقال بوتين، متحدثاً لمراسل التلفزيون الروسي الرسمي، إن القتال استؤنف بعد انتهاء وقف إطلاق النار في عيد القيامة، الذي أعلنه من جانب واحد يوم السبت. وأضاف أن موسكو منفتحة تجاه أي مبادرات سلام، وأنه يتوقع موقفاً مماثلاً من أوكرانيا. وذكر بوتين لمراسل التلفزيون الحكومي، بافيل زاروبين: «لطالما تحدثنا عن هذا… أن لدينا موقفاً إيجابياً تجاه أي مبادرات سلام. ونأمل أن يشعر ممثلو نظام كييف بالمثل».

وقال زيلينسكي في خطابه المسائي المصور: «أوكرانيا تُصرّ على مقترحها عدم ضرب أي أهداف مدنية. ونتوقع رداً واضحاً من موسكو… نحن مستعدون لأي حوار بشأن كيفية تحقيق ذلك». وأشار زيلينسكي إلى أن المحادثات التي ستُجرى في لندن «لها مهمة أساسية؛ هي الضغط من أجل وقف إطلاق نار غير مشروط. يجب أن تكون هذه نقطة البداية». وقال زيلينسكي في وقت سابق إن وقف إطلاق النار غير المشروط «ستتبعه إقامة سلام حقيقي ودائم».

وذكر أن قواته تلقت تعليمات بمواصلة الرد على تحركات الجيش الروسي.

وأوضح في منشور على «إكس»: «ستبقى طبيعة أفعال أوكرانيا متكافئة: سيقابَل وقف إطلاق النار بوقف إطلاق نار، وستقابَل الضربات الروسية بضربات دفاعية من جانبنا. الأفعال دائماً يعلو صوتها على الأقوال».

وذكرت السلطات المحلية، الثلاثاء، أن طائرات مسيّرة روسية شنت هجوماً استهدف مدينة أوديسا الساحلية الأوكرانية خلال الليل، بعد أقل من 24 ساعة على انتهاء وقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو من جانب واحد خلال عيد الفصح.

وقال رئيس إدارة منطقة أوديسا، أوليه كيبر، عبر تطبيق «تلغرام»، الثلاثاء، إن أوديسا تعرضت لـ«هجوم هائل» من قبل طائرات مسيّرة روسية خلال الليل؛ ما أسفر عن إصابة 3 أشخاص، على الأقل. وأضاف كيبر أن الهجوم «استهدف مبنى سكنياً في منطقة حضرية مكتظة بالسكان، والبنية التحتية المدنية، ومنشأة تعليمية». كما قصفت روسيا، الثلاثاء، مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا باستخدام قنبلتين جويتين ضخمتين؛ ما أسفر عن مقتل امرأة تبلغ من العمر 69 عاماً وإصابة 22 شخصاً؛ بينهم 3 أطفال، وفق ما ذكر الحاكم الإقليمي إيفان فيدوروف.

مقالات ذات صلة