تحدي “تيك توك” يتسبب بإصابة طفلة بحروق خطيرة
في حادثة مأساوية جديدة مرتبطة بـ”تحديات” شبكات التواصل الاجتماعي، تعرضت الطفلة الأميركية سكارليت سيلبي، البالغة من العمر (7 سنوات)، لحروق خطيرة أدخلتها في غيبوبة اصطناعية، بعد محاولتها تنفيذ تحدٍ شائع على “تيك توك”.
التحدي المثير للجدل كان يتضمن تجميد لعبة إسفنجية من نوع “نيدو كيوب” طوال الليل، ثم وضعها في الميكرويف بهدف جعلها أكثر مرونة، كما شاهدت في مقاطع فيديو منتشرة على الإنترنت. لكن ما لم تكن تعلمه هو أن هذا الإجراء سيؤدي إلى كارثة، حيث انفجرت اللعبة فور إخراجها، مغطية وجهها وصدرها بمادة لزجة شديدة السخونة تسببت في حروق من الدرجتين الثانية والثالثة.
والدها جوش سيلبي سمع صراخها المفزع وهرع لمساعدتها، لكن الصدمة كانت شديدة عندما رأى جلد ابنته مغطى بمادة لزجة ملتصقة به كالصمغ الحارق.
وصف الأب، البالغ من العمر (44 عاما)، اللحظة المروعة بقوله، “حدث كل شيء بسرعة مرعبة. سمعت صراخها، وكان صراخا لم أسمعه من قبل. كانت تحترق ولم أستطع فعل شيء سوى محاولة إزالة المادة عنها”.
تم نقل سكارليت إلى المستشفى على الفور، حيث قرر الأطباء وضعها في غيبوبة اصطناعية لمدة 3 أيام خوفا من تأثير الحروق على مجرى الهواء. وخلال فترة علاجها، خضعت للتغذية بأنبوب خاص بسبب الحروق الشديدة التي أصابت شفتيها. وعلى الرغم من تحسن حالتها، لا تزال تواجه احتمال الحاجة إلى ترقيع جلدي بسبب عمق الحروق وآثارها الواضحة.
وكانت تحديات مماثلة انتشرت على منصتي “تيك توك” و”يوتيوب”، حيث يجمد المشاركون مكعبات “نيدو”، ثم يسخنوها في الميكرويف لثوانٍ، ظنا منهم أنها ستصبح أكثر ليونة ومرونة. لكن العلماء والخبراء الطبيين يحذرون من أن هذه الألعاب مصنوعة من مادة مطاطية تحتوي على كحول البولي فينيل، وهي مادة يمكن أن تتسبب في انفجارات حرارية خطيرة عند تسخينها بسبب زيادة الضغط داخلها.
إثر الحادث، دعت أسرة سكارليت إلى حظر ألعاب “نيدو” والتخلص منها فورا، ووجهت نداء عاجلا للآباء بمراقبة أطفالهم ومنعهم من تجربة تحديات الإنترنت الخطيرة. كما أصدرت الشركة المصنعة لألعاب “نيدو”، “شيلينغ تويز”، بيانا تحذيريا على موقعها الإلكتروني، شددت فيه على عدم وضع هذه الألعاب في الميكرويف أو تجميدها، لما قد تسببه من مخاطر جسدية جسيمة.
من جهتها، أكدت منصة “تيك توك” أنها لا تسمح بالتحديات الخطرة أو المحتوى الذي يشجع على السلوكيات المؤذية. وأوضحت أنها طورت تقنيات ذكاء اصطناعي لمراقبة المحتوى المرتبط بالوسوم الخطيرة، لإزالته قبل أن يتسبب في أذى لمستخدميها، خاصة صغار السن. ومع ذلك، لا تزال هناك مطالبات بمزيد من الإجراءات الوقائية والرقابة المشددة على التحديات المنتشرة عبر المنصة.
ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، ففي أبريل/نيسان 2024، أصيب الفتى كوري روبر (12 عاما) من أريزونا بحروق في جميع أنحاء جسده عندما حاول تنفيذ تحدٍ آخر على “تيك توك”، يتضمن إشعال الكحول المحمر، إلا أن التجربة انتهت بكارثة.