«مون فالي» تُطلق مُولِّد فيديو بتقنية الذكاء الاصطناعي لإنتاج الأفلام
يُطلق مختبر ذكاء اصطناعي مُموَّل تمويلاً جيداً، ويضم فريقاً بحثياً ثرياً، نموذجاً جديداً قوياً يُنتج فيديوهات عالية الدقة لقطاعي السينما والإعلان.
مولد فيديو ذكي
وقد أطلقت شركة «مون فالي» (Moonvalley)، الأربعاء، نموذجها الأول، المُسمّى «ماري» (Marey) -في إشارة إلى رائد من رواد السينما الأوائل إتيان جول ماري- الذي قد يُساعد استوديوهات هوليوود قريباً على تسريع الإنتاج وخفض التكاليف بشكل كبير.
وما يُميّز «ماري» -الذي لفت انتباه الاستوديوهات التي تُبدي تحفظاً تجاه المخاطر- هو بيانات التدريب الخاصة به، إذ تم تدريب النموذج حصرياً على محتوى فيديو، سواءً كان مملوكاً أو مُرخّصاً بشكل عادل من قِبل «مون فالي». وبذلك، تجنبت الشركة مشكلات حقوق النشر التي تجعل كثيراً من المحتوى المُولّد مُحفوفاً بالمخاطر القانونية.
أداة للاستخدام في 20 مؤسسة منتجة للأفلام
ووفقاً للمؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة، نعيم تالوكدار، تُطلق «مون فالي» برنامج «ماري» لمجموعة من 20 جهة منتجة للأفلام موثوقة، يعمل بعضها في استوديوهات كبرى شهيرة (لم يُكشف عن أسمائها). ولا يزال الإصدار الجديد في مراحله الأولى، في حين يخطط لتحديثات دورية وميزات جديدة مقبلة.
الدقة العالية ميزة رئيسية
يقول تالوكدار إن الميزة الرئيسية التي تُميز «ماري» هي الإنتاج الأصلي عالي الدقة، وهو أمرٌ لطالما كان تحقيقه صعباً للغاية. ويضيف: «يكمن التحدي في أنك إذا كنت ترغب في إنتاج محتوى عالي الدقة، فيجب أن تكون مُدخلاتك عالية الدقة؛ لذا يجب أن تكون قادراً على تدريب النموذج على لقطات عالية الدقة»، أي بمعنى آخر: يتطلب ذلك كثيراً من الخوادم القوية.
على النقيض من ذلك، يقول تالوكدار إن مُعظم نماذج توليد الفيديو الأخرى تُدرّب على فيديو 480 بكسل أو 720 بكسل بجودة أقل، وحتى مع ذلك، غالباً ما تُضغط البيانات قبل التشفير، وهذا يُضعف فهم أي نموذج ذكي للتفاصيل الدقيقة، ما يؤدي إلى نتائج غريبة أو مشوهة (مثل رسم الأصابع بشكل خاطئ).
نموذج احترافي
وقد صُمم «Marey» لتجاوز ذلك، كما أنه يعمل بشكل مختلف. فعلى عكس معظم مُولِّدات الفيديو الموجهة للمستهلك التي تبدأ بمطالبات نصية، صُمّم ماري بشكل خاص لسير العمل الاحترافي. ويُمكن لصانعي الأفلام إدخال القصص المصورة أو الإطارات الرئيسية؛ ويُمكن للممثلين تصوير لقطات تجريبية على هواتفهم التي يُمكن للمنتجين استخدامها بعد ذلك لإنشاء مشاهد تُظهر الممثل من زوايا مختلفة أو أداء حركات جديدة. ويُمكن للنموذج إجراء تعديلات طفيفة، مثل تغيير اتجاه الرياح في شعر الشخصية، أو تعديل مشاهد بجودة إنتاجية، مثل ملء تفاصيل الخلفية أو الشخصيات الخلفية (التي عادةً ما يؤديها الممثلون الإضافيون).
برامج تجريبية مع الشركات
تُجري «مون فالي» أيضاً برامج تجريبية مع الشركات التجارية المعروفة التي تتطلع إلى تدريب النموذج على إرشاداتها الخاصة بالصور والأسلوب. قد يسمح ذلك للشركات بإنشاء إعلانات تجارية بجودة البث عند الطلب.
وجمعت الشركة الناشئة 70 مليون دولار أميركي في جولة تمويلية تأسيسية العام الماضي. وإلى جانب كبار المستثمرين، تتمتع الشركة بخبرة واسعة في مجال البحث والتطوير. وقد قاد المؤسسان المشاركان ماتيوش مالينوفسكي وميكولاي بينكوفسكي سابقاً أبحاث الفيديو في «ديب مايند» (DeepMind)، وساعدا في تطوير النموذج الذي أصبح لاحقاً مُولّد الفيديو «Veo 2» من «غوغل» (Google). ويضم الفريق 6 خريجين آخرين، إلى جانب مواهب من «ميتا» و«مايكروسوفت» و«تك توك» و«سناب».
وظائف إبداعية جديدة
وفي حين يُقرّ تالوكدار بأن أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل «ماري»، يُمكن أن تُخفِّض تكاليف الإنتاج، فإنه يُصرّ على أنها ليست بداية النهاية للممثلين أو صانعي الأفلام. ويُجادل بأنه من غير المُرجَّح أن تتقلص الميزانيات؛ بل سيستخدم المبدعون الوفورات للسعي وراء أفكار أكبر وأكثر طموحاً. ويقول: «أعتقد أنكم سترون وظائف جديدة»، والأهم من ذلك، أعتقد أن ما سيُحققه هذا حقّاً هو تمكين المبدعين أكثر من أي شخص آخر.
* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».