العراق يستضيف أكثر من 330 ألف لاجئ من سورية وإيران وتركيا
أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن “العراق يعيش مرحلة تحوّل إلى الاستقرار والتنمية بعد عقود من الاضطرابات والمعارك، وهو يستضيف أكثر من 300 ألف لاجئ، 90% منهم سوريون عاد منهم 2749 خلال الفترة الأخيرة إلى بلدهم، لكن ذلك لا يمنع واقع أن حركة العودة في العام الحالي بطيئة”.
وأورد التقرير الفصلي للمفوضية حول أوضاع النازحين واللاجئين في العراق: “يعيش العراق استقراراً يتقدم خطوات نحو تنمية مستدامة، لكنه لا يزال يواجه احتياجات إنسانية وتنموية مزمنة. ومن الضروري تعزيز منظومات ومؤسسات الخدمات العامة لتسهيل توفير خدمات عامة نوعية للنازحين واللاجئين، وتلبية متطلبات حمايتهم والسماح لهم بالاعتماد على أنفسهم”.
وفي شأن أوضاع النازحين في العراق، لفت التقرير إلى أن “غالبية أكثر من مليون نازح عراقي يعيشون خارج المخيمات، في حين يتوزع 109 آلاف منهم فقط على 21 مخيماً في إقليم كردستان. ويأمل العديد من النازحين في العودة إلى بيوتهم ومناطقهم، لكن كثيرين غير قادرين على فعل ذلك أو لا يرغبون بسبب عقبات خاصة، أو بسبب الأوضاع الأمنية السائدة في مناطقهم الأصلية. وتدعم المفوضية إغلاق مخيمات النزوح في العراق طالما تتوفر حلول مستدامة للنازحين، واتخاذ قرارات في شأن العودة الطوعية. والعام الماضي وفرت المفوضية خدمات استشارات وتمثيل قانوني لـ37 ألفا و500 نازح ومتضرر عراقي، وساعدتهم في تجاوز عقبات إدارية وقانونية للحصول على هويات مدنية، ودعمت حصول أكثر من 41 ألفا منهم على وثائق مدنية”.
وعن اللاجئين العرب والأجانب في العراق، ذكر التقرير أن “338 ألفاً و138 لاجئاً سجلوا طلبات لجوء، 90% منهم سوريون بعدد 303 آلاف و611، و9 آلاف و447 من إيران، و8 آلاف و213 من تركيا، و7 آلاف و285 من فلسطين. ويوجد 9 آلاف و582 لاجئاً من جنسيات مختلفة، و45% من اللاجئين نساء، و55% رجال، و40% أطفال، 4% كبار في السن.
وقال ضابط في مديرية الأحوال والسفر والإقامة، لـ”العربي الجديد”: “السوريون هم الأكثر وجوداً وطلباً للجوء الإنساني والإقامة في العراق بسبب ما مروا به من ظروف صعبة في حقبة نظام الأسد، وهم يعملون في العراق وحققوا نجاحات كبيرة، أما عدد الموجودين من جنسيات أجنبية أخرى فأقل بكثير، وغالبية الأتراك من أسر كردية لديها أفراد من حزب العمال الكردستاني المعارض في العراق، أما الإيرانيون فبينهم أيضاً أكراد معارضون لطهران، وآخرون يزاولون مهناً مختلفة منها النجارة والبناء والمصانع المحلية، وغالبيتهم في إقليم كردستان. ومحافظات بغداد وكربلاء والبصرة وأربيل والسليمانية هي الأكثر استقبالاً للاجئين الذين يبحثون عن بدايات جديدة أو أوضاع أفضل”.
ونقلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن بيانات تعود إلى العام الماضي أن “85% من جميع اللاجئين في العراق يقيمون في إقليم كردستان، غالبيتهم في محافظة أربيل، حيث تقدّر نسبتهم بـ53.3%، وبعدها في محافظة دهوك (32.1%)، والسليمانية (14.6%)، أما الباقون، ونسبتهم 15%، فيقيمون في محافظات وسط وجنوبي العراق خصوصاً محافظة بغداد بنسبة 60%، ثم كركوك ونينوى.
وأوضحت المفوضية أن 27% من اللاجئين يقيمون في تسعة مخيمات بإقليم كردستان تتوزع على مخيم واحد في السليمانية، وأربعة في دهوك ومثلها في أربيل، وتقيم النسبة الأكبر منهم والتي تبلغ 73% في مناطق سكنية. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين أنّها جاهزة لتقديم الدعم اللازم للسوريين الذين يقيمون في العراق ويرغبون في العودة إلى بلادهم، وأكدت أنّ الخطوة رهن تحسّن الظروف الأمنية والإنسانية في سورية.