تقارير غربية: صواريخ حوثية هاجمت طائرتين أميركيتين
في حادث هو الأول من نوعه منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، تحدَّث مسؤولون أميركيون عن قيام الجماعة الحوثية في اليمن بمهاجمة طائرتين أميركيتين، الأسبوع الماضي، باستخدام صواريخ أرض – جو، دون إصابتهما.
وفي حين ذكرت المصادر الغربية أن هناك نقاشات رفيعة في الجيش الأميركي لكيفية التعامل مع التهديد الحوثي، دخل تصنيف الجماعة من قبل إدارة ترمب «منظمة إرهابية أجنبية» هذا الأسبوع حيز التنفيذ.
ونقلت «رويترز» عن مسؤولَين أميركيَّين اثنين أن جماعة الحوثي اليمنية أطلقت صواريخ أرض-جو على طائرة مقاتلة أميركية وطائرة مسيَّرة من طراز «إم كيو-9 ريبر»، الأسبوع الماضي، لكنها لم تُصِب أياً منهما.
ولم يحدِّد المسؤولان، اللذان طلبا عدم ذكر اسميهما، ما إذا كانت الهجمات وقعت فوق البحر الأحمر أم فوق اليمن نفسه.
وقال أحد المسؤولَين إن هذه الوقائع قد تشير إلى أن الحوثيين يعملون على تحسين قدراتهم على الاستهداف.
وكان عبد الملك الحوثي، الذي يقود الجماعة المدعومة من إيران، قال في خطبه الأخيرة إن جماعته ستتدخل بالصواريخ والطائرات المسيّرة لمهاجمة السفن في البحر الأحمر إذا حاولت الولايات المتحدة وإسرائيل إبعاد الفلسطينيين من غزة بالقوة.
ودخل وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) حيز التنفيذ في غزة في 19 يناير (كانون الثاني)، لكنه بدا قريباً من الانهيار في الأيام القليلة الماضية، وسط اتهامات متبادلة بالانتهاكات.
ونفَّذ الحوثيون أكثر من 100 هجوم على السفن قبالة اليمن منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، مما أدى إلى تقليص حركة الملاحة العالمية في البحر الأحمر بنسبة تتجاوز 50 في المائة.
صواريخ «سام»
في سياق هذه الرواية، قالت قناة «فوكس نيوز» الأميركية إن الحوثيين أطلقوا لأول مرة صواريخ أرض – جو على طائرة مقاتلة أميركية من طراز «F-16» في 19 فبراير (شباط) الحالي، بحسب ما أفاد به 3 مسؤولين دفاعيين أميركيين كبار للقناة.
وكانت الطائرة تحلق قبالة سواحل اليمن فوق البحر الأحمر عندما تم إطلاق صاروخ «سام» لكنه لم يصبها، كما أطلق الحوثيون في اليوم نفسه صواريخ «سام» أخرى على طائرة أميركية دون طيار من طراز «MQ-9 Reaper» كانت تحلق فوق اليمن خارج المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وهذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها الحوثيون صاروخاً من طراز «سام» على طائرة مقاتلة أميركية من طراز «F16»، وهو تصعيد كبير في التفاعلات العسكرية المستمرة من الجماعة المدعومة من إيران، وفقاً لمسؤولَين دفاعيَّين أميركيَّين كبيرَين.
وفي ظل إدارة بايدن، دافع الجيش الأميركي عن سفنه الحربية التي تقوم بدوريات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ومنع الهجمات على السفن التجارية من قبل الحوثيين في أعقاب هجوم «حماس» في إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وبدأت هجمات الحوثيين بعد فترة وجيزة من رد الجيش الإسرائيلي على هجوم 7 أكتوبر، ثم صعَّدت القيادة المركزية الأميركية هجماتها على الحوثيين لتقويض البنية التحتية ومنشآت تخزين الأسلحة.
نقاش سياسي
وأكدت «فوكس نيوز» وجود نقاش سياسي على أعلى المستويات في الجيش الأميركي حول أفضل طريقة لمواجهة جماعة الحوثي، التي أعادتها إدارة ترمب إلى قائمة الإرهاب التابعة لوزارة الخارجية.
ويدور النقاش الآن حول ما إذا كان يجب تنفيذ نهج أكثر تقليدية لمكافحة الإرهاب تجاه الحوثيين، مع توجيه ضربات مستمرة تستهدف الأفراد الذين يخططون وينفِّذون الهجمات المستمرة، أو ما إذا كان يجب اتباع نهج أكثر دفاعية والاستمرار في ملاحقة البنية التحتية ومرافق تخزين الأسلحة التابعة للحوثيين.

وفي حين سيكون نهج مكافحة الإرهاب تصعيداً كبيراً، ومكلفاً، في وقت يتم فيه تحويل الموارد العسكرية، بما في ذلك طائرات دون طيار من طراز «MQ-9 Reaper»، إلى الحدود الجنوبية، فإنه سيتعين على البيت الأبيض في النهاية أن يقرِّر الوسيلة الأنسب.
ويعتقد كبار القادة العسكريين أنها قد تكون مسألة وقت فقط قبل أن يصيب صاروخ حوثي سفينةً تابعةً للبحرية الأميركية؛ مما قد يتسبب في إصابات مدمرة وأضرار لحاملات الطائرات.
وحتى الآن، أسقطت البحرية الأميركية، أو اعترضت، جميع الصواريخ والطائرات دون طيار التي أطلقها الحوثيون على السفن الحربية، لكن في بعض الأحيان حدثت عمليات الاعتراض قبل ثوانٍ من الاصطدام.