الذكاء الاصطناعي يشخص العيوب الخلقية في القلب أثناء الحمل
حسب أحدث دراسة قدمت في الاجتماع السنوي لجمعية طب الأم والجنين the Society for Maternal – Fetal Medicine’s في شهر فبراير (شباط) من العام الحالي، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد الأطباء في اكتشاف وتشخيص العيوب الخلقية في القلب Congenital heart defects أثناء فترة الحمل بشكل أفضل من الطرق الروتينية العادية، مثل استخدام أشعة الموجات فوق الصوتية قبل الولادة.
عيوب القلب الخلقية
من المعروف أن العيوب الخلقية في القلب (مثل الثقوب المختلفة، سواء في الجدار الذي يفصل البطينين، أو الذي يفصل الأذينين، أو ضيق في الشريان الرئوي، وغيرها) تُعد أكثر أنواع العيوب الخلقية شيوعاً بشكل عام في الأطفال.
وتبعاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها «CDC» الأميركية، هناك طفل من كل 4 أطفال يولدون بعيب خلقي في القلب تكون حالتهم شديدة الحدة بشكل يحتاج إلى تدخل جراحي خلال العام الأول من عمر الطفل، ورغم الرعاية الطبية للأمهات أثناء فترة الحمل، والتقدم التقني الكبير في أجهزة أشعة الموجات فوق الصوتية ultrasounds، فإن قدرتها على اكتشاف عيوب القلب الخلقية لا تزال دون المستوى.
الذكاء الاصطناعي لمراجعة الأشعة
في الدراسة الحالية قامت مجموعة من أطباء النساء والتوليد لديهم خبرات مهنية تتراوح بين عام واحد و30 عاماً بمراجعة 200 أشعة من متابعات الموجات فوق الصوتية الروتينية الخاصة بعدد من السيدات الحوامل لتشخيص العيوب الخلقية مرة مع استخدام برنامج يعتمد على الذكاء الاصطناعي وأخرى من دونه. ثم تمت مقارنة التشخيصات لتحديد ما إذا كانت قدرة الأطباء على اكتشاف الحالات المشتبه بها في العيوب الخلقية قد تحسنت بمساعدة البرنامج من عدمه.
أظهرت النتائج أن نظام الذكاء الاصطناعي قام بمساعدة الأطباء بشكل كبير على اكتشاف الحالات المشتبه بها لعيوب القلب الخلقية بغض النظر عن سنوات خبرة الطبيب، أو مدى تدريبه في التخصص الفرعي، وساهم البرنامج أيضاً في زيادة ثقة الأطباء في قدرتهم على التشخيص، وأيضاً توصلوا للتشخيص بدقة في وقت أقل من المعتاد بالنسبة للموجات فوق الصوتية.
أوضحت الدراسة أن برامج الذكاء الاصطناعي تساعد في تأكيد التشخيصات الدقيقة، مثل العيوب الخلقية المختلفة، لأن اكتشاف مثل هذه الحالات يتطلب خبرة طبية كبيرة ربما لا تتوفر بسهولة في جميع الأماكن، حتى في الدول المتقدمة. وعلى سبيل المثال يتم فحص ما لا يقل عن نصف الموجات فوق الصوتية قبل الولادة في الولايات المتحدة من قبل غير المتخصصين والمهنيين الطبيين (بمن في ذلك أطباء التوليد وأمراض النساء الذين ربما لا يكونون مدربين على الموجات فوق الصوتية بشكل كافٍ)، ما يفسر سبب انخفاض القدرة على تشخيص هذه العيوب قبل الولادة.
رصد المخاطر بالنظم الذكية
قال الباحثون في الشركة المصنعة للبرمجيات إن معظم العيوب الخلقية في القلب تحدث في حالات الحمل الطبيعية تقريباً، وليست حالات الحمل المعقدة عالية الخطورة، أي بمعنى أن الحمل لا يحمل خطورة طبية معينة تستلزم اهتماماً خاصاً، مثل الأمراض المزمنة للأم، أو مرض معين واضح للجنين، وهذا يعني أن السيدة في الأغلب تقوم بمتابعة الحمل مع طبيب أمراض النساء والتوليد بشكل معتاد، وليس من قبل طبيب متخصص في طب الأم والجنين maternal – fetal medicine لديه خبرة أكبر في اكتشاف عيوب القلب الخلقية.
ولذلك مع استخدام برامج الذكاء الاصطناعي بشكل روتيني يمكن رصد المزيد من الحالات، وحماية الأطفال من هذه المخاطر. وأكدت الدراسة أن التقدم التكنولوجي عامل مساعد في تشخيص الأمراض، ولكن لا يمكن الاستغناء عن الخبرة الطبية في تقييم الحالات المختلفة.