من تاتشر إلى الجولاني: كيف يغيّر السياسيون صورتهم؟ ولماذا؟
بعدما كان اسم “أبو محمد الجولاني” مرادفاً لأقوى الجماعات الجهادية في سوريا، أصبح أحمد الشرع، الذي تخلى عن عباءته الجهادية وارتدى ملابس مدنية، رمزاً للمرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط حكم بشار الأسد. ومع مقابلاته مع وسائل الإعلام وظهوره في أماكن شعبية، تنقسم الآراء حول تحوله من زعيم جهادي إلى سياسي معارض.
هذا التحول، الذي كان تدريجياً على مر السنين، يعكس دراسة في التسويق السياسي، حيث يعاد تشكيل صورته العامة باستخدام تقنيات مشابهة لتلك التي استخدمتها شخصيات مثل مارغريت تاتشر وفولوديمير زيلينسكي. مثلهم، يعمد الجولاني إلى تحسين مظهره وطريقة حديثه، بما يعزز من مكانته في المشهد السياسي السوري الجديد.
التسويق السياسي يعتمد على بناء “علامات فارقة” للقادة، وهو أسلوب متبع منذ العصور القديمة. اليوم، يشمل استخدام الإعلام والدرسات الجماهيرية لإيصال رسائل مؤثرة، كما يظهر في حملات باراك أوباما أو دونالد ترامب. في حالة الجولاني، يسعى إلى تقديم نفسه كـ “قائد وطني متمرّد” في مرحلة ما بعد الحرب، لكن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على أفعاله الحقيقية وقدرته على كسب ثقة السوريين.
التسويق السياسي يرتكز على رسائل عاطفية مثل “الأمل” أو “الخوف”، ويعتبر تغيير الصورة أمرًا ضروريًا خاصة في الأنظمة السلطوية. ولكن يبقى أن النجاح يتوقف على قدرة الشخص على الوفاء بتوقعات الجمهور، فالسوريون الذين عانوا طويلاً من الحرب لن ينخدعوا بتعديلات شكلية دون نتائج ملموسة.