الاقتصاد

برغم عيد الأضحى.. الإقبال الشرائي للحوم ضعيف هذا العام

 

بالرغم من حلول عيد الأضحى، يسجل تجار اللحوم ارتفاعًا طفيفا في الاقبال الشرائي بمستويات لا تتناسب مع حجم المناسبة وطبيعة الشراء فيها مقارنة بالسنوات الماضية، فيما ارجع بعضهم ذلك الى كون حلول العيد جاء في منتصف الشهر، حيث من المعروف ان اغلب الالتزامات المالية للموظفين العراقيين قد تم سدادها خلال الثلث الأول من الشهر ما جعل المتبقي من الراتب مقيدًا للانطلاق بالعمليات الشرائية بشكل اكبر.

ويقول عمر العزاوي وهو تاجر لحوم حمراء : إن “اللحوم مادة رئيسية للمائدة لدى العائلة العراقية ليس في الأعياد فحسب، بل في الأيام العادية أيضا ولو مرة كل أسبوع للعائلة المتوسطة، فيما يختلف الأمر بالطبع لميسوري الحال”.

وأضاف، إن “الفقر المدقع موجود وهناك بالفعل أُسر لا يدخل اللحم منازلها لأشهر لكن بالمقابل حتى الاسر المتوسطة انخفض اقبالها على شراء اللحوم الطازجة وذهبت الى اللحوم البيضاء وبدائل أخرى ومنها المستورد بسبب الأسعار التي ليس لنا أي يد بها”.

وأشار الى أن “مستوى الاقبال اليوم على سبيل المثال ارتفع بهامش طفيف جدا عن بقية الأيام لكن الأوضاع قبل سنوات كانت تختلف لان الوضع الاقتصادي بات أصعب وهناك أولويات للكثير من الاسر”.

اما جعفر علي تاجر لحوم بيضاء (دواجن)، أوضح بأن “حلول العيد مع منتصف الشهر أثر بشكل مباشر على مستوى الاقبال على شراء اللحوم البيضاء والحمراء معا لأنه وفق مبدأ عالم الموظفين هو بداية الجفاف في الموارد المالية، والمتمثل بالراتب”.

وبيّن أن “الاقبال سيكون مضاعفا لو جاء توزيع الراتب مع حلول العيد”، لافتا الى أن “ضغط المعيشة دفع الأُسر الى متغيرات في الموائد بالاعتماد على البدائل ومنها اللحوم المستوردة ومنها البيضاء  وهذا ما دفعنا الى تغيير في أنماط البيع من خلال الاعتماد بنسبة 80% على المستورد مقابل 20% على الطازج العراقي”.

ام غسان، ربة بيت اشارت في حديث لـ”بغداد اليوم”، الى ان “ثقل المعيشة لم يؤثر على الروابط الاسرية في تفاعلها مع الأعياد بل حتى الأطعمة”، متسائلة “كم اسرة الان في زقاق شعبي تعد الكليجة وهي التي من المفترض انها طبق الأعياد بدون منازع، لكن الحال تغير”.

وتابعت: “شراء كيلو لحم مع باميا لإعداد طبخة لأسرة متوسطة يعني انفاق قرابة 25-27 الف دينار وهو مبلغ مرتفع للبسطاء وهذا ما يفسر تأجيل بعضهم الاحتفال بشراء كيلو غرام واحد بانتظار انخفاض الأسعار بعض الشيء لكن هذا الأمر لا يهم الميسورين الذين تكون اللحوم زائرا دائما على موائدهم”.

ولا تزال أسعار لحم الغنم العراقي مرتفعة منذ اكثر من 3 اشهر وتحديدا مع حلول الربيع حيث تتراوح أسعار كيلوغرام لحم الغنم بين 18 و20 ألف دينار بعد ان كان 14 ألف دينار في أسوأ الأحوال، بينما سيطرت الدولة على أسعار لحوم الابقار والعجول فقط من خلال استيرادها حية من الخارج.

مقالات ذات صلة