كلمة السر ” جين واحد”.. هل نقول وداعا للسمنة ونتناول كل ما نشتهي؟
تطور لافت قد يحدث ثورة علمية غير مسبوقة، وينهي معاناة الكثيرين من السمنة ومتاعبها وتأثيرها على الصحة، حيث أماطت دراسة علمية حديثة اللثام عن نتائج مخبرية مثيرة، مفادها أن تعطيل جين واحد قد يسمح للناس بتناول ما لذ وطاب من دون الإصابة بالسمنة.
وأوردت مجلة “ناتشورال ميتابوليزم” أن خبراء من جامعة كاليفورنيا سان دييغو توصلوا عقب القيام بالتجارب على الفئران أن جينا واحدا هو المسؤول عن فقدان الخلايا الدهنية لقدرتها على حرق الطاقة.
واكتشف الباحثون أنه عندما يتم تغذية القوارض بنظام غذائي غني بالدهون، تنهار خلاياها وتصبح أقل فعالية في حرق الدهون، وهو ما قد يفسر سبب تأثير السمنة في تباطؤ عملية التمثيل الغذائي لدى البشر.
وتأكدوا من خلال التجارب أن هذه العملية يتحكم فيها جين واحد، والذي عند إزالته عن طريق التحرير الجيني، يمنع القوارض من اكتساب الوزن الزائد، حتى أثناء تناول نفس النظام الغذائي الغني بالدهون.
ولدى فحص “الميتوكوندريا”، وهي عضية خلوية مزدوجة الغشاء تنتج الطاقة اللازمة لتشغيل جسم الجسم وتساعد على حرق الدهون وترتبط الشيخوخة بتراجع وظيفتها، وجدوا أنها تعد أهم عنصر لتحقيق نتائج الدراسة.
إلى ذلك قاس الباحثون تأثير اتباع نظام غذائي غني بالدهون على “الميتوكوندريا” لدى الفئران، وبعد تناول النظام الغذائي، انقسمت لدى الفئران إلى أصغر حجما وغير فعالة، ما أدى إلى حرق كمية أقل من الدهون، ويتم تحقيق ذلك عن طريق جين واحد يسمى (RaIA).
وكشفت النتائج التي توصل إليها الباحثون أنه عندما يكون هذا الجين مفرط النشاط، فإنه يعيق الأداء الطبيعي لـ”الميتوكوندريا”، ما يؤدي إلى عدم حرق الخلايا الدهنية للطاقة أيضا.
وصرحت آلان سالتيل، أستاذ الطب في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو والمؤلف الرئيسي للدراسة قائلا: “السعرات الحرارية الزائدة الناتجة عن الإفراط في تناول الطعام يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن وتؤدي أيضا إلى سلسلة من عمليات التمثيل الغذائي التي تقلل من حرق الطاقة، ما يجعل السمنة أسوأ. إن الجين الذي حددناه هو جزء مهم من هذا التحول من الوزن الصحي إلى السمنة”.
ولدى استهلاك الأشخاص سعرات حرارية أكثر مما يحرقون، تبدأ قدرة الخلايا الدهنية على حرق الطاقة بالفشل، وهذا أحد الأسباب التي تجعل من الصعب على الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة إنقاص الوزن، لكن كيفية بدء فشل الخلايا الدهنية كان أحد أكبر ألغاز السمنة.
واسترسل سالتيل موضحا: “المقارنة المباشرة بين البيولوجيا الأساسية التي اكتشفناها والنتائج السريرية الحقيقية تؤكد أهمية النتائج بالنسبة للبشر، وتشير إلى أننا قد نكون قادرين على المساعدة في علاج السمنة أو الوقاية منها من خلال استهداف مسار (RaIA) بعلاجات جديدة. لقد بدأنا للتو في فهم عملية التمثيل الغذائي المعقدة لهذا المرض، ولكن الاحتمالات المستقبلية مثيرة”.
وقد تتضمن العلاجات المستقبلية علاجات جينية أو تقنية كريسبر، وهي تقنية يستخدمها العلماء لتعديل الحمض النووي في الكائنات الحية، للتخلص من (RaIA) وتأثيراته في الجسم.