بايدن يكشف عن رأيه حول شكل الحكم في غزة بعد الحرب
نشرت صحيفة واشنطن بوست مقال راي للرئيس الأمريكي جو بايدن ،يوم امس السبت، يوضح فيه رايه حول مصير الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب بين حماس واسرائيل.
وقال بايدن في المقال: ان السلطة الفلسطينية يجب أن تحكم في نهاية المطاف قطاع غزة والضفة الغربية بعد الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وأضاف أن الولايات المتحدة مستعدة لإصدار حظر للتأشيرات على “المتطرفين” الذين يهاجمون المدنيين بالضفة الغربية
وطرح عددا من الاسئلة منها :
هل سنحرم حماس من القدرة على ارتكاب الشر المحض؟
هل يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون ذات يوم جنباً إلى جنب في سلام، مع وجود دولتين لشعبين؟
هل نحمّل فلاديمير بوتين المسؤولية عن عدوانه، حتى يتمكن شعب أوكرانيا من العيش حراً وتظل أوروبا مرساة للسلام والأمن العالميين؟
هل سنواصل بلا هوادة رؤيتنا الإيجابية للمستقبل، أم أننا سنسمح لأولئك الذين لا يشاركوننا قيمنا بجر العالم إلى مكان أكثر خطورة وانقساماً؟”.
بايدن يتكلم عن الحرب في غزة
قال كذلك في مقالته: “يقاتل كل من بوتين وحماس من أجل محو ديمقراطية مجاورة من على الخريطة. ويأمل كل من بوتين وحماس في انهيار الاستقرار والتكامل الإقليميين على نطاق أوسع والاستفادة من الفوضى التي قد تترتب على ذلك. ولا يمكن لأمريكا أن تسمح بحدوث ذلك، ولن تسمح بذلك. من أجل مصالح أمننا القومي، ومن أجل خير العالم أجمع”.
أضاف كذلك في مقاله أن الولايات المتحدة تحشد الحلفاء والشركاء للوقوف في وجه المعتدين وإحراز تقدم نحو مستقبل أكثر إشراقاً وسلاماً، مضيفاً: “إن العالم يتطلع إلينا لحل مشاكل عصرنا. وهذا هو واجب القيادة، وأمريكا ستتولى القيادة. لأننا إذا ابتعدنا عن تحديات اليوم، فإن خطر الصراع قد ينتشر، وسوف ترتفع تكاليف التصدي له. لن نسمح بحدوث ذلك”.
بايدن قال كذلك: “إننا نقف بثبات إلى جانب الشعب الإسرائيلي وهو يدافع عن نفسه ضد العدمية القاتلة التي تمارسها حماس. في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ذبحت حماس 1200 شخص، من بينهم 35 مواطناً أمريكياً، في أسوأ مذبحة ترتكب ضد الشعب اليهودي في يوم واحد منذ المحرقة”.
كذلك قال بايدن: “لقد تم تشويه وقتل الرضع والأطفال الصغار، والأمهات والآباء، والأجداد، والأشخاص ذوي الإعاقة، وحتى الناجين من المحرقة، وذبحت عائلات بأكملها في منازلهم. قُتل شبان بالرصاص في مهرجان موسيقي. جثث مثقوبة بالرصاص ومحترقة لدرجة يصعب التعرف عليها”.
أضاف: “على مدار أكثر من شهر، ظلت عائلات أكثر من 200 رهينة احتجزتها حماس، بما في ذلك الأطفال والأمركيون، تعيش في الجحيم، وتنتظر بفارغ الصبر اكتشاف ما إذا كان أحباؤها على قيد الحياة أم ميتين. وفي وقت كتابة هذه السطور، كنت أنا وفريقي نعمل ساعة بساعة، ونبذل كل ما في وسعنا لإطلاق سراح الرهائن”.
بايدن قال في مقاله كذلك: “إن الشعب الفلسطيني يستحق دولة خاصة به ومستقبلاً خالياً من حماس. وأنا أيضاً أشعر بحزن شديد إزاء الصور التي تظهر من غزة ومقتل عدة آلاف من المدنيين، بما في ذلك الأطفال. أطفال فلسطين يبكون على والديهم المفقودين. يقوم الآباء بكتابة اسم طفلهم على أيديهم أو أرجلهم حتى يمكن التعرف عليهم في حالة حدوث الأسوأ. يحاول الممرضون والأطباء الفلسطينيون يائسين إنقاذ كل حياة ثمينة يمكنهم إنقاذها، بموارد قليلة أو معدومة. إن كل حياة فلسطينية بريئة تُفقد هي مأساة تمزق العائلات والمجتمعات”.
كذلك قال الرئيس الأمريكي: “لا ينبغي أن يكون هدفنا مجرد وقف الحرب لهذا اليوم، بل يجب أن يكون إنهاء الحرب إلى الأبد، وكسر دائرة العنف المتواصل، وبناء شيء أقوى في غزة وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط حتى لا يستمر التاريخ في تكرار نفسه”.
مشيراً إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الأمن الطويل الأمد للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. وعلى الرغم من أنه قد يبدو الآن أن هذا المستقبل لم يكن أبعد من أي وقت مضى، إلا أن هذه الأزمة جعلته أكثر حتمية من أي وقت مضى على حد قوله.
إن حل الدولتين – شعبان يعيشان جنباً إلى جنب وبقدر متساوٍ من الحرية والفرص والكرامة – هو المكان الذي يجب أن يؤدي إليه الطريق إلى السلام. وسوف يتطلب تحقيق ذلك التزامات من الإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك من الولايات المتحدة والحلفاء والشركاء ويجب أن يبدأ هذا العمل الآن.
بايدن يقدم اقتراحه بخصوص غزة
ولتحقيق هذه الغاية، اقترحت الولايات المتحدة مبادئ أساسية منها أنه يجب ألا تُستخدم غزة مرة أخرى كمنصة للإرهاب. ويجب ألا يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، ولا إعادة احتلال، ولا حصار، ولا تقليص في الأراضي. وبعد انتهاء هذه الحرب، يجب أن تكون أصوات الشعب الفلسطيني وتطلعاته في قلب الحكم بعد الأزمة في غزة.
وقال كذلك: “بينما نسعى جاهدين من أجل السلام، ينبغي إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل هيكل حكم واحد، في نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية متجددة، بينما نعمل جميعاً نحو حل الدولتين”.
بايدن قال: “لقد كنت أؤكد مع قادة إسرائيل أن أعمال العنف المتطرفة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية لا بد أن تتوقف، وأن أولئك الذين يرتكبون أعمال العنف لا بد أن يخضعوا للمساءلة. والولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطواتنا الخاصة، بما في ذلك إصدار حظر على تأشيرات الدخول ضد المتطرفين الذين يهاجمون المدنيين في الضفة الغربية”.
ويجب على المجتمع الدولي أن يخصص الموارد اللازمة لدعم سكان غزة في أعقاب هذه الأزمة مباشرة، بما في ذلك التدابير الأمنية المؤقتة، وإنشاء آلية لإعادة الإعمار لتلبية احتياجات غزة على المدى الطويل بشكل مستدام. ومن الضروري ألا تنطلق أي تهديدات إرهابية مرة أخرى من غزة أو الضفة الغربية.
أضاف: “إذا تمكنا من الاتفاق على هذه الخطوات الأولى، وأخذناها معاً، فيمكننا أن نبدأ في تصور مستقبل مختلف. وفي الأشهر المقبلة، سوف تضاعف الولايات المتحدة جهودها لإقامة شرق أوسط أكثر سلماً وتكاملاً وازدهاراً – وهي منطقة لا يمكن تصور يوم مثل السابع من أكتوبر/تشرين الأول”.
أما بخصوص وقف إطلاق النار في غزة، قال بايدن: “وما دامت حماس متمسكة بأيديولوجية التدمير، فإن وقف إطلاق النار ليس سلاماً. وبالنسبة لأعضاء حماس فإن كل وقف لإطلاق النار يمثل وقتاً يستغلونه لإعادة بناء مخزونهم من الصواريخ، وإعادة تمركز المقاتلين، وبدء عمليات القتل من خلال مهاجمة الأبرياء مرة أخرى”، على حد وصفه.