رقم قياسي في أوروبا.. بلغاريا تبدأ خامس انتخابات برلمانية خلال عامين
بدأ البلغار اليوم الأحد الإدلاء بأصواتهم لانتخاب برلمان جديد في خامس انتخابات خلال عامين ببلد منقسم بسبب الحرب في أوكرانيا، مسجلين بذلك رقما قياسيا في عدد عمليات الاقتراع في أوروبا.
وتُجرى الجولة الخامسة من التصويت في ظل تنامي الاستياء من النخب السياسية التي لا يرى كثيرون عزما لديها على مواجهة الفساد.
وتظهر استطلاعات الرأي أن التصويت سيترك البلاد على الأرجح دون أغلبية برلمانية فاعلة مرة أخرى، وهو ما يلقي بظلاله حول طموحاتها للانضمام إلى منطقة اليورو على المدى القريب واستخدام مساعدات الاتحاد الأوروبي للتعافي من أثر جائحة “كوفيد-19” بصورة فعالة.
وتشير الاستطلاعات إلى أن حزبي المحافظين “مواطنون من أجل تنمية أوروبية لبلغاريا” بقيادة بويكو بوريسوف (63 عاما)، والليبراليين “لنواصل التغيير” بزعامة كيريل بيتكوف (42 عاما) سيتعادلان في الاقتراع (25 أو 26%).
ويقدم حزب “لنواصل التغيير” -الذي يقوده أحد رجال الأعمال السابقين- هذه المرة لائحة مشتركة مع التحالف اليميني “بلغاريا الديمقراطية”، ولكن حتى إذا فازا فسيكون تشكيل تحالف صعبا، لأن الحرب الروسية على أوكرانيا أدت إلى تعقيد الوضع عبر مفاقمة الخلافات بين الطبقة السياسية.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (04:00 بتوقيت غرينتش)، فيما يتوقع نشر التقديرات الأولى لاستطلاعات الرأي عند مغادرة الناخبين مراكز الاقتراع حوالي الساعة الثامنة مساء (17:00 بتوقيت غرينتش).
وبعيدا عن الآمال التي تمخضت عن موجة المظاهرات المناهضة للفساد صيف 2020 يبدو هذا البلد -الذي يبلغ عدد سكانه 6.5 ملايين نسمة، وهو أفقر دولة في الاتحاد الأوروبي- غارقا في الأزمة.
وتواجه مختلف الأحزاب البلغارية منذ سقوط رئيس الوزراء السابق المحافظ بويكو بوريسوف بعد عقد من توليه السلطة صعوبة في التوصل إلى بناء ائتلاف في بلد تتوالى فيه الحكومات المؤقتة.
ويرى بارفان سيميونوف من معهد غالوب الدولي أن “المجتمع البلغاري يطالب بحل في مواجهة الحرب والتضخم”، لكن عددا كبيرا من متظاهري 2020 يشعرون بخيبة أمل، ويبدو أن نسبة الامتناع عن التصويت ستكون كبيرة.
بدوره، يشكك لوكاس ماسيك الباحث المشارك في “معهد جاك ديلور لأوروبا الوسطى والشرقية” في إمكانية التوصل إلى “مخرج محتمل لهذه الدوامة المقلقة من الانتخابات ما لم ينسحب بويكو بوريسوف”.
ويضيف “نجد النمط نفسه يتكرر في بلدان أوروبا الوسطى الأخرى: زعيم سابق يتمسك بالسلطة، فيما ترفض الأحزاب الأخرى التحالف معه، دون وجود الكثير من القواسم المشتركة بينها”.