هل يجب أن نقلق من وجود الأسلحة النووية الروسية في بيلاروسيا؟
ونبهت المجلة إلى أن السلاح النووي التكتيكي لا يوجد له تعريف حقيقي، ولكن مثل تلك الأسلحة تكون صغيرة الحجم وقوتها الانفجارية أقل بـ50 مرة من القنبلة التي أُلقيت في عام 1945 على هيروشيما وأقل بألف مرة من تلك الموجودة في الرؤوس الحربية النووية الموجودة حاليًا في فرنسا.
ولا تدخل هذه الأسلحة التي يتم استخدامها ضد أهداف عسكرية فقط، في أي معاهدة للحد من الأسلحة النووية، كما أنه لا يعرف حجم الترسانتين الروسية والأميركية منها، مع أنه من المفترض أن لدى موسكو الآلاف من هذه الرؤوس التي سيتم نشرها في بيلاروسيا والتي لا تختلف عن تلك التي يخزنها الأميركيون في أوروبا.
وقد أنشئت هذه الأسلحة -التي لم تستخدم خارج التجارب- في سياق الحرب الباردة، لعكس وضع عسكري بدا سيئا، أو ضرب موقع قيادة أو تركيز لقوات العدو، مما يمكن أن تحدث خللا سريعا في التوازن الحربي، كما أنها تمثل قدرة محدودة على الاستجابة في حالة تهديد سلامة البلاد من قبل القوات التقليدية.
ويمكن لضربة نووية “تكتيكية” أن تكون بمثابة تحذير قبل استخدام الأسلحة الإستراتيجية القادرة على تدمير عاصمة مثلا.
ويحذر الخبراء من الخطر الذي تمثله هذه الأسلحة التكتيكية أو “ما قبل الإستراتيجية”، لأن الضربة النووية تظل ضربة نووية، وقد أدركت معظم الدول التي استخدمتها صعوبة إدارة ساحة المعركة الملوثة بالإشعاع وقللت بالتالي من استخدامها، وربما يشكل استخدامها في ساحة المعركة الآن أمرا غير مسبوق، ومن المتوقع أن يسهم في التصعيد، لأنه من المستحيل التنبؤ برد فعل القوى النووية الأخرى، فيظل التصعيد إذن هو الاحتمال الأقوى.