الاقتصاد

بعد انهيار «سيجنتشر» و«سيلفرغيت».. شركات العملات الرقمية تتحول إلى سويسرا

تتدافع شركات العملات الرقمية لإيجاد مؤسسات مالية يمكن التعامل معها، بعد انهيار بنكي «سيغنتشر» و «سيلفرغيت»، وهما مقرضان كانا صديقين لشركات العملات الرقمية.
وتحولت بعض هذه الشركات إلى البنوك السويسرية الصديقة للعملات المشفرة، مما أدى إلى إغراقها بطلبات الخدمات المصرفية، وفقاً للعديد من المطلعين على القطاع الذين تحدثوا إلى «سي أن بي سي».
ووجدت صناعة العملات المشفرة صعوبة في الوصول إلى الخدمات المصرفية من المقرضين التقليديين، الذين لا يريدون لمس أي شيء ليس له إطار تنظيمي واضح. وشمل ذلك شركات «البلوك تشين» و«العملات الرقمية»، التي اضطرت بدلاً من ذلك إلى اللجوء إلى البنوك المتخصصة.
التحول إلى سويسرا
ولكن مع وجود اثنين من أكبر المقرضين، جنباً إلى جنب مع «إس في بي»، خارج الصورة الآن، تحولت شركات العملات المشفرة إلى سويسرا، التي سعت إلى تسويق نفسها كمركز للعملات المشفرة مع تنظيم قوي.
قال مستشار في بنك سويسري خاص، فضل عدم الكشف عن هويته بسبب الطبيعة الحساسة للمسألة: «لقد تلقينا الكثير من الطلبات».
وقال المستشار، الاثنين، بعد انهيار بنكي «سيلفرغيت» و «سيجنتشر» هذا الشهر، تلقى المقرض الخاص طلبات كثيرة في يوم واحد، أكثر من أي وقت مضى.
وتابع: «إنه مجرد جنون».
وجاءت الاستفسارات على الرغم من الاضطرابات في القطاع المصرفي السويسري، بعد أزمة «كريدي سويس» واستحواذ «يو بي إس» عليه، في صفقة توسطت فيها الجهات التنظيمية لوقف انتقال العدوى إلى مقرضين آخرين. وضعت هذه الأزمة سمعة سويسرا كمركز مالي مستقر على المحك، لكنها لم تردع شركات التشفير.
وقال المستشار إن «المشكلة لا تزال قائمة فيما يتعلق بشركات التشفير التي لا تزال بحاجة إلى خدمات مصرفية، مضيفاً أن «الناس يرون حادثة كريدي سويس على أنها مخاطرة فردية مؤسفة مع بنك فردي».
الشركات الأمريكية وغير الأوروبية تتطلع إلى سويسرا
وقال دومينيك كاستلي، كبير مسؤولي التسويق في «سيغنوم»، أحد أكبر البنوك السويسرية التي تركز على خدمة شركات الأصول الرقمية: «إنه يشهد تدفقاً من الاستفسارات».
وأضاف كاستلي: «على مدار الأسابيع الماضية مع تطور أحداث الصناعة المصرفية الحالية، شهدنا زيادة كبيرة في الاستفسارات الداخلية من مختلف المواقع الدولية»، مضيفاً أن «موقع سيغنوم في كل من سويسرا وسنغافورة يجذب الشركات».
وتمتلك «سيغنوم» ترخيصاً مصرفياً سويسرياً، ورخصة خدمات أسواق رأس المال في سنغافورة، مما يجعلها تحت إشراف المنظمين.
وقال أحد المستشارين المقيمين في سويسرا لشركات التكنولوجيا المالية، والذي فضل أيضاً عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموقف: «إن هذا كان سبب الكثير من تدفق العملاء الأمريكيين إلى البنوك السويسرية».
في غضون ذلك، قال مسؤول تنفيذي في شركة تجارية أوروبية، إن شركتهم كانت ترى «كيانات خارج أوروبا تقوم باستفسارات بشأن علاقات مصرفية جديدة».
قال المدير التنفيذي، الذي رفض الكشف عن هويته بسبب الطبيعة الحساسة للموضوع: إن هذه الشركات تشمل صناديق التحوط التي تركز على التشفير وشركات رأس المال الاستثماري.
وأشار كاستلي إلى أن الاهتمام يأتي بشكل أساسي من المستثمرين ومديري الأصول ومشاريع البلوك تشين التي تتطلع إلى تنويع استثماراتها في التشفير مع شريك سويسري موثوق به مثل سيغنوم بنك.
ولم يستجب المقرض الرئيسي الآخر في سويسرا الذي يتعامل مع صناعة الأصول الرقمية، بنك «سيبا»، لطلب للتعليق.
موقف سويسرا الملائم للعملات المشفرة
وجزء من سبب بحث الشركات عن البنوك السويسرية هو لوائح الدولة التي ترحب بشركات العملات المشفرة، التي تحتاج إلى بيئة تشغيل مستقرة.
وأنشأت الدولة ما يسميه السكان المحليون «وادي التشفير» في منطقة تسوغ، خارج العاصمة السويسرية زيوريخ مباشرةً، حيث أقامت الشركات الناشئة وشركات العملات الرقمية الأكثر رسوخاً مقار هناك.
وفي عام 2021، قدمت الحكومة لائحة بشأن الشركات التي تستخدم ما يسمى بـ «تقنية التسجيل الإلكتروني الموزع» أو «بلوك تشين»، والتي نشأت مع عملة البيتكوين المشفرة ولكنها تطورت منذ ذلك الحين.
وقال تييري أريس رويز، الرئيس التنفيذي لشركة «إيه جي إيه يو» التي تتخذ من سويسرا مقراً لها، إن سويسرا «أكثر استقراراً، وهناك يقين أكبر بشأن القواعد».
وقال المستشار المجهول في البنك السويسري الخاص: «إن الشركات قادمة إلى سويسرا لتكون في ولاية قضائية أكثر أماناً لتنظيم العملات المشفرة».

مقالات ذات صلة