روسيا: انتزاع باخموت أساسي لاختراق عمق الدفاعات الأوكرانية
أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس الثلاثاء، أن السيطرة على مدينة باخموت الصناعية في شرق أوكرانيا أساسية لشنّ مزيد من الهجمات الروسية في منطقة دونيتسك. وبينما أكد المعهد الأمريكي لدراسة الحرب، أن روسيا تسيطر على نحو 40% من المدينة الواقعة في إقليم دونباس، تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علناً بصمود قواته في باخموت، نافياً مجدداً احتمال الانسحاب منها، رغم إجماع غالبية الخبراء الغربيين على عدم تأييد الاستمرار في القتال.
وقال شويغو، خلال مؤتمر مع قيادات الجيش الروسي نقله التلفزيون أمس الثلاثاء، «تشكل المدينة مركزاً دفاعياً مهماً للقوات الأوكرانية في منطقة دونباس، والسيطرة عليها ستسمح بهجمات إضافية في عمق خطوط دفاع القوات المسلحة الأوكرانية». وتابع قائلاً «زيادة إمدادات الأسلحة من الناتو إلى كييف لا تؤدي إلى نجاح القوات الأوكرانية في ساحة المعركة، وإنما على العكس تزيد من خسائرها».
وأوضح أن خسائر الجيش الأوكراني خلال شهر فبراير ارتفعت بنسبة 40% مقارنة بشهر يناير وبلغت 11 ألف جندي، مشدداً على استمرار تنفيذ المهام في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا. وأوضح شويغو أن «الدول الغربية تزيد من إمدادات الأسلحة والمعدات العسكرية لأوكرانيا، وتوسع برامج التدريب لأفراد الجيش الأوكراني».
وفي تصريحات أخرى، تحدث شويغو عن التطورات الجديدة في الجيش الروسي، بما في ذلك بناء غواصة كبيرة لنشرها مع الأسطول الشمالي مجهزة بصواريخ كروز «كاليبر». كما تحدث عن الحاجة إلى مزيد من الضباط في القوات المسلحة الروسية. وقال شويغو: «هذا العام نحتاج إلى قبول حوالي 18000 شخص مدرب ومجهز».
في السياق نفسه، أعلن مستشار القائم بأعمال رئيس دونيتسك، يان غاغين، أن القوات الروسية تسيطر على حوالي نصف مدينة باخموت. وقال لقناة محلية، أمس الثلاثاء «مدفعيتنا ومعداتنا وقواتنا موجودة في المدينة، وتسيطر على حوالي نصف المدينة». أضاف «الجنود الأوكرانيون يحاولون الفرار في مجموعات صغيرة من المدينة باستخدام الطرق الريفية، مشيراً إلى أنه لا يستبعد محاولات القوات الأوكرانية للاختراق من أجل الحفاظ على المدينة».
من جهته، قال رئيس مجموعة «فاغنر» المسلحة يفغيني بريغوزين، إنه لن يعلق على تصريحات شويغو، مردفاً «لم أره في الميدان بباخموت يوماً»، وشبه بريغوزين المعارك الدائرة في باخموت ب«مفرمة اللحم»، قائلاً في تصريحات نقلتها قناته على تليغرام، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يرمي ويرسل آلاف المقاتلين في تلك المفرمة.
وتعهد زيلينسكي علناً بصمود قواته في باخموت، وذلك بعد أيام بدت فيها أنها من المحتمل أن تنسحب، ما يطيل على ما يبدو أمد أكثر المعارك دموية في الحرب في محاولة لصد القوة الهجومية الروسية. وحفرت القوات الأوكرانية خنادق في الغرب وبدا في الأيام الأخيرة أنها تستعد للانسحاب.
ومع ذلك، لا يجمع كل الخبراء الغربيون على تأييد قتال أوكرانيا في باخموت. وكتب مايكل كوفمان الخبير في شؤون الجيش الروسي الذي يقيم في الولايات المتحدة والذي زار باخموت الأسبوع الماضي «من نقص ذخائر المدفعية وخطوط الاتصال المتنازع عليها بشكل متزايد ومعركة الاستنزاف في تضاريس جغرافية غير مؤاتية، هذه المعركة ليست في مصلحة أوكرانيا كقوة».
إلى ذلك، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في أوكرانيا، أن الجيش قتل 154 ألفاً و830 جندياً روسياً في أوكرانيا خلال الفترة من 24 فبراير 2022 و7 الجاري، من بينهم 1060 جندياً خلال يوم الاثنين فقط. ولم يتسن التحقق من هذه الأرقام من جهة محايدة. (وكالات)