للمرة الأولى خلال 6 أعوام .. سيؤول تعتبر كوريا الشمالية «عدوة»
سيؤول- (أ ف ب)
وصفت كوريا الجنوبية في وثيقة دفاعية نشرت، الخميس، جارتها الكورية الشمالية التي تملك سلاحًا نووياً بأنها «عدوتها»، وذلك للمرة الأولى خلال ستّة أعوام لم تستخدم فيها سيؤول هذا الوصف، في إشارة إلى زيادة التشدد بموقفها تجاه بيونغ يانغ.
لا تزال الكوريتان في حالة حرب بعد توقف القتال بإبرام هدنة عام 1953، وتفصل بينهما المنطقة المنزوعة السلاح التي يبلغ عرضها أربعة كيلومترات وتمتد لمسافة 250 كيلومتراً عبر شبه الجزيرة الكورية.
وتصاعدت التوترات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية بحدة في 2022 مع إجراء كوريا الشمالية عدداً قياسياً من تجارب الأسلحة، من ضمنها إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات هو الأكثر تطوراً.
والعام الماضي، أعلن الزعيم الكوري الشمالي أن وضع دولته قوةً نووية أمر «لا رجوع عنه».
رداً على ذلك، كثّفت السلطات الجديدة المحافظة في سيؤول تدريباتها المشتركة مع حليفها الأمني الرئيسي واشنطن، ووصفت في وثيقة دفاعية جديدة بيونغ يانغ بأنها «عدوة» كوريا الجنوبية.
وقالت الوثيقة التي نُشرت رسمياً، الخميس، إن كوريا الشمالية «عرّفتنا بأننا (عدو لا شكّ فيه) في كانون الأول/ديسمبر 2022، لذلك، فإن النظام الكوري الشمالي والجيش الكوري الشمالي، وهما الجهتان الرئيسيتان وراء الأنشطة، هما عدونا».
وأشار الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول يانغ مو-جين لـ«فرانس برس» إلى أن الخبراء يقولون إن هذه الخطوة تعكس حالة العلاقات بين الكوريتين والتي تشوبهما «مواجهات».
وأضاف أنها «تعطي انطباعاً أيضاً بالعودة إلى حقبة الحرب الباردة».
وقال الباحث آن تشان-إيل الذي يدير المعهد الدولي لدراسات كوريا الشمالية لـ«فرانس برس»، إن هذه الخطوة منطقية لأن بيونغ يانغ أصدرت العام الماضي قانوناً يكرس الحق في استخدام الضربات النووية الاستباقية.
وأضاف أن «عدم الردّ أمر غير مناسب».
وفي عام 1994، وصفت كوريا الجنوبية، للمرة الأولى في وثيقتها الدفاعية التي تصدر مرتين سنوياً، بيونغ يانغ بأنها عدوتها بعدما هدّد مسؤول كوري شمالي بإرسال «بحر من النار» على الجنوب، واستُخدم المصطلح حتى عام 2000 تقريباً.
توقفت عن استخدام النعت لعدة سنوات، ثمّ عادت إليه في عام 2010 بعدما اتُهمت كوريا الشمالية بإغراق سفينة حربية كورية جنوبية، ما أسفر عن مقتل 46 بحاراً.
واستغنى الرئيس الكوري الجنوبي السابق مون جاي-إن عن الوصف، خصوصاً أنه كان يدافع عن العلاقة مع بيونغ يانغ.
تولى الرئيس الحالي لكوريا الجنوبية يون سوك يول مهام منصبه من مون في أيار/مايو من العام الماضي، وتعهد بالتشدد في التعامل مع كوريا الشمالية.