تكنولوجيا

«تشات جي بي تي» يثير صراعاً جديداً بين شركات التكنولوجيا

يعد «تشات جي بي تي»، روبوتاً للمحادثة، وهو مدعوم بالذكاء الاصطناعي، طورته شركة «أوبن أيه آي» استناداً إلى لغة «GPT»، والتي تستخدم تقنيات التعلم العميق لإنشاء إجابات شبيهه بالبشر.

وهذه الأداة هي حديث عالم الأعمال اليوم، وأصبحت محل نقاش بين الإداريين في كبرى الشركات في مجالات النفط والبنوك والصناعات، كما أثارت مخاوف بشأن استخدامها في أمور ضارة.

وفي الفصول الدراسية، استخدمها الطلاب لكتابة مقالات كاملة، بينما بدأ قراصنة الإنترنت في اختبارها لتوليف برمجيات ضارة.

إذاً ما هو «تشات جي بي تي» بالضبط؟، إليك هذا التوضيح البسيط حول كل ما تحتاج إلى معرفته حول برنامج الدردشة الآلي الشهير الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي.

روبوت يستخدم الذكاء الاصطناعي

«تشات جي بي تي» هو روبوت محادثة يستخدم الذكاء الاصطناعي، طورته شركة «أوبن أيه آي» التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، والتي تأسست في عام 2015، على يد أيلون ماسك وسام ألتمان، ويدعمها عدد من المستثمرين الكبار، أبرزهم شركة «مايكروسوفت».

وهو أحدث الأمثلة لتقنية «الذكاء الاصطناعي التوليدي»، وهذه الأدوات تسمح للمستخدمين بإدخال بيانات مكتوبة لتلقي نصوص أو صور أو مقاطع فيديو جديدة شبيهة بما يصدرها البشر.

و«تشات جي بي تي»، هي خدمة دردشة يمكنها إنتاج إجابات وردود ذات حس بشري، وفقاً لطلبات المستخدم، سواء كتابة قصيدة بأسلوب ويليام شكسبير أو كتابة بحث.

إنتاج ردود شبيهة بالبشر

وتستخدم الأداة تقنية «نموذج اللغة الكبير» أو «LLM»، مما يعني أنها مبرمجة لفهم لغة الإنسان وإنشاء ردود بناءً على مجموعة كبيرة من البيانات. ويطلق على تقنية «LLM» المستخدمة في «تشات جي بي تي» اسم «GPT-3.5»، ويعد واحداً من أكبر وأقوى نماذج الذكاء الاصطناعي، لمعالجة اللغة حتى الآن.

وما يجعل «تشات جي بي تي» مثيراً للإعجاب، هو قدرته على إنتاج ردود شبيهة بالبشر. ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى الكميات الهائلة من البيانات التي يتم تدريبها عليها.

ولم ينجح أي تطبيق ذكاء اصطناعي عام في تحقيق هذا النوع من التأثير والحيوية الذي يتمتع به التطبيق.

أسرع تطبيق نمواً

وسجّل موقع «تشات جي بي تي» مليون زيارة خلال الأيام الخمسة الأولى من إطلاقه، و100 مليون مستخدم نشط شهرياً بعد شهرين فقط من تدشينه، مما يجعله أسرع تطبيق للمستهلكين نمواً في التاريخ، وفقاً لمذكرة نشرتها شركة «يو بي إس» في الأسبوع الماضي.

واستغرق «تيك توك» تسعة أشهر للوصول إلى 100 مليون مستخدم، و«إنستغرام» عامين ونصف العام للوصول إلى هذا العدد من المستخدمين.

وكان 31 يناير/ كانون الثاني الماضي، أكبر يوم على الإطلاق ل«تشات جي بي تي»؛ حيث حصد موقعه الإلكتروني 28 مليون زيارة يومية، أي بزيادة 165% على الشهر الماضي.

وتراهن «مايكروسوفت» على شركة «أوبن أيه آي» المالكة لتطبيق «تشات جي بي تي». ففي أواخر يناير/ كانون الثاني، أعلنت عملاقة التكنولوجيا عن صفقة استثمارية متعددة السنوات، بمليارات الدولارات مع «أوبن أيه آي».

ورفضت «مايكروسوفت» الكشف عن المبلغ، إلا أن تقريراً من «سيمافور» ذكر أن «الشركة تجري محادثات لاستثمار ما يصل إلى 10 مليارات دولار في أوبن أيه آي».

وكشفت «مايكروسوفت» مؤخراً عن إصدارين جديدين من محرك البحث على الإنترنت «بينغ» ومتصفح الإنترنت «إيدج»، مدعومين بأحدث تكنولوجيا من شركة «أوبن إيه آي».

الاختلاف بين «بارد» و«تشات جي بي تي»

ويأتي ذلك بعد أن أعلنت «جوجل» عن إطلاق الروبوت «بارد» للمحادثة الخاص بها، ضمن مرحلة تجريبية، والذي يستند إلى المعلومات الموجودة على الإنترنت، لتوفير إجابات حديثة وذات نوعية عالية. والاختلاف بين «بارد» و«تشات جي بي تي»، هو أن الأخير يعتمد على قاعدة بيانات ضخمة مخزنة لديه لا على الإنترنت. ويستند «بارد» إلى «لامدا»، وهو برنامج حاسوبي صمّمته «جوجل»، لتشغيل روبوتات المحادثة.

وعلى الرغم من هذه المنافسة القادمة من «تشات جي بي تي»، إلا أن «جوجل» لا يزال هو محرك البحث الأشهر، وهو الموقع الأكثر زيارة في العالم، وتبلغ حصته من سوق محركات البحث 92 في المئة، فيما يعد «بينغ» التابع ل«مايكروسوفت» أقرب منافس له.

ول«تشات جي بي تي» حدود؛ إذ يمكن أن تحتوي ردوده على معلومات غير دقيقة في الحقائق. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يخترع أسماء تاريخية وهمية وكتباً غير موجودة أو يفشل في حل بعض مسائل الرياضيات.

مقالات ذات صلة