من هو الكاتب «الشبح» لمذكرات الأمير هاري؟
في الوقت الذي تواصل فيه مذكرات الأمير البريطاني هاري، المعنونة بـ«البديل» تحطيم الأرقام القياسية في المبيعات، وكثيراً من الأعراف داخل الأسرة المالكة، تساءل الكثيرون حول العالم عن هوية الكاتب الشبح الذي استعان به الأمير في صياغة الكتاب الذي أثار دوياً عالمياً، بكشفه الكثير من التفاصيل الخاصة للملكية البريطانية.
وبينما يخلو غلاف الكتاب من اسم الكاتب، كشفت تقارير إعلامية هويته، مؤكدة أنه الكاتب البارز جي. آر. مورينغر، المختص بكتابة سيرة المشاهير، والحائز جوائز مرموقة في هذا المجال، دفعت هوليوود إلى تحويل قصة حياته إلى فيلم بطولة بن أفليك، وإخراج جورج كلوني، وفق ما نشرت «بي بي سي».
ولد مورينغر في نيويورك في العام 1964، وتخرج في جامعة ييل 1986، واشتهر بكتابته للصحف في أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك «نيويورك تايمز» و«لوس أنجلوس تايمز» و«روكي ماونتن نيوز»، في التسعينيات. وحازت أعماله العديد من الجوائز، بينها جائزة «بوليتزر» لعام 2000 عن تحقيقه المكتوب «تجاوز»، حول التوترات التي نشأت عند وصول عبارة إلى مجتمع منعزل في ولاية ألاباما.
وفي العام 2005، نشر مورينغر مذكراته بعنوان: «مقهى العطاء»، حيث تطرق فيها عن طفولته في لونغ آيلاند، حيث ربّته والدته بمساعدة عمه تشارلي الذي كان يدير مقهى مع مجموعة من رفاقه.
وفي مذكراته الشخصية، تحدث مورينغر عن هجران والده عازف الموسيقى لأسرته، بعدما عمل في الراديو، موضحاً أنه كان يجلس يومياً على الدرج الخارجي للمنزل حاملاً مذياعاً، في محاولة للعثور على صوته.
وإضافة إلى «مقهى العطاء»، وكتابته الخفية لمشاهير، كتب مورينغر أيضاً رواية بعنوان «ساتون»، عن سارق المصارف الأمريكي، ويلي ساتون.
وبناء على نصيحة من الممثل الشهير جورج كلوني، استعان الأمير هاري بـمورينغر لصياغة مذكراته، مقابل مليون دولار، مدفوعاً بشهرة الأخير في كتابة مذكرات المشاهير، إذ كتب سيرة بطل التنس الأمريكي أندريه أغاسي، وشارك في كتابة سيرة مؤسس شركة «نايكي» فيل نايت.
وكشف مورينغر لصحيفة «نيويورك تايمز»، أنه لإنهاء مذكرات أجاسي، انتقل للعيش إلى لاس فيغاس، حيث أمضى مع البطل الرياضي 250 ساعة، كما قرأ أعمال علماء نفس مثل سيغموند فرويد وكارل يونغ، لتحليل شخصيته.
ويرجع مورينغر حبه لهذا النوع من الكتابة إلى تأثره في طفولته برواية «الأمير والفقير»، للكاتب الشهير مارك توين، والذي يحكي فيها قصة طفلين متشابهين في الملامح أحدهما أمير والآخر فقير، قررا تبديل ملابسهم مع بعضهم بعضاً، وأن يعيش كل منهما حياة الآخر.
ويضيف مورينغر: «إن سر كتابة المذكرات نيابة عن صاحبها هو محاولة العيش في مكانه، وعلى رغم أنك تفكر بضمير الغائب، إلا أنك تكتب بضمير المتكلم».
مورينغر الذي بات من كبار الكتاب الخفيين في العالم، نادراً ما ينام عقب الانتهاء من كتابة المذكرات، ويعشق البقاء خلف الكواليس، فهو ليس من الكتاب الذين يضغطون بشدة لوضع أسمائهم على الغلاف، إذ اشتهر بقوله: «القابلة لا تعود إلى بيتها مع المولود».