الاقتصاد

مخاوف الركود وأسعار الفائدة تضغطان على الأسهم الأمريكية

تبدأ الأسهم الأمريكية عام 2023 عند مستويات أسعار أقل بكثير، بعد التهاوي الأكبر الذي شهدته «وول ستريت» منذ 14 عاماً، لكن احتمالية حدوث ركود إلى جانب ارتفاع أسعار الفائدة، يعني أن الأسهم قد لا يتم تسعيرها بسعر منخفض بما يكفي لجذب المستثمرين.
ومنذ أن وصل المؤشر «ستاندرد آند بورز» إلى أعلى مستوى له على الإطلاق قبل عام انخفضت نسبة السعر إلى الربح (مكرر الربحية) الخاصة بالمؤشر بأكثر من 20% من ذروتها إلى مستويات أقرب إلى المتوسطات التاريخية.
شكوك التقييم
لا يزال بعض المستثمرين متشككين؛ فالأسهم قد تكون أكثر كُلفة مما تبدو عليه إذا كانت تقديرات الأرباح الحالية لا تأخذ في الحسبان بشكل كامل أي تباطؤ اقتصادي، لأن أي انكماش اقتصادي يمكن أن يضعف بدرجة أكبر، مما يرغب المستثمرون في دفعه مقابل الأسهم.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الانخفاض المفاجئ في معدل البطالة الأمريكية الذي أظهره تقرير الجمعة قد أثار التفاؤل بشأن الهبوط السلس بالاقتصاد.
وعلق كبير مسؤولي الاستثمار في «ترويست للخدمات الاستشارية» قائلاً: «إن التقييمات قد تم تصحيحها لكنها لا تزال غير مقنعة بالنسبة للتحديات الكلية الموجودة».
وأضاف أنه في أفضل الأحوال يمكن القول: إن التقييمات متوسطة، لكنه يتساءل: «هل المتوسط كافٍ بالنظر إلى مخاطر الركود المرتفعة؟».
مؤشرات ومخاطر
انخفض المؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 19.4% في عام 2022؛ فالزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة التي قام بها مجلس الاحتياطي الفيدرالي بهدف الحد من التضخم (الأكبر منذ 40 عاماً) أثرت في أسعار الأصول، واعتباراً من منتصف نهار الجمعة كان مؤشر الأسهم القياسي أكثر ثباتاً بنسبة 0.8% في الأسبوع الأول من عام 2023.
ويتوقع الكثيرون في «وول ستريت» أن تظل التقييمات مرتفعة للغاية إذا حدث ركود؛ وفي استطلاع أجراه «بنك أوف أمريكا غلوبال ريسيرش» الشهر الماضي أشار مديرو الصناديق الاستثمارية إلى الركود العالمي العميق والتضخم المرتفع باستمرار باعتبارهما أكبر مخاطر السوق؛ حيث توقع 68% منهم انكماشاً اقتصادياً محتملاً في العام المقبل.
ويتوقع اقتصاديون في بنك «يو بي إس» حدوث ركود من الربع الثاني حتى الربع الرابع من هذا العام، لأن رفع أسعار الفائدة يدفع الاقتصاد الضعيف إلى الانكماش.
وقال المحللون الاستراتيجيون في البنك في مذكرة: «مع تدهور النمو بشكل كبير في الربعين الثاني والثالث نفترض أن المضاعفات تتراجع نحو 14.5 مرة».
وبإضافة هذا إلى توقع تقديرات أرباح ضعيفة، فإن ذلك من شأنه أن يخفض المؤشر ستاندرد آند بورز إلى 3200؛ بما يقرب من 16% دون المستويات الحالية؛ بحسب ما ذكر البنك.
أرباح الشركات
يمكن لأي ركود أن يضغط على أرباح الشركات بشكل أكبر مما يؤخذ في الاعتبار عند وضع التوقعات، وبحسب «رفينيتيف IBES» يشير إجماع المحللين إلى زيادة الأرباح بنسبة 4.4% هذا العام.
ومع ذلك، وخلال فترات الركود، تنخفض الأرباح بمتوسط معدل سنوي قدره 24% وفقاً لأبحاث «نيد ديفيس»؛ فإذا كانت التقديرات «وردية» بشكل مفرط فهذا يعني أن «مكرر الربحية» أعلى مما يبدو عليه، مما يجعل الأسهم تبدو أقل جاذبية.
وستبدأ صورة الأرباح في أن تصبح أكثر وضوحاً مع انطلاق موسم أرباح الربع الرابع الأسبوع المقبل؛ حيث يوشك صدور التقارير من بعض المؤسسات مثل بنك «ويلز فارجو» و«سيتي جروب» وغيرهما.
الأصول الآمنة
يمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة في عام 2022 أيضاً إلى تقويض تقييمات الأسهم من خلال جعل الأصول الآمنة نسبياً، مثل سندات الخزانة الأمريكية بدائل أكثر جاذبية.
وكانت عائدات سندات الخزانة القياسية قد قفزت إلى أعلى مستوياتها في 15 عاماً العام الماضي بعد فترة طويلة عندما كانت الأصول الآمنة نسبياً ذات عائد ضئيل.
ويرى بعض المحللين أن المشكلة في تحليل التقييم في الوقت الحالي هي القول المأثور إنه لا يوجد بديل للأسهم، لأن أسعار الفائدة كانت منخفضة للغاية.
ومع أسعار فائدة أعلى بكثير مما كانت عليه في العقد الماضي، فإن المضاعف الأعلى الذي كان يتم دفعه ثمناً للأسهم قد لا يكون له ما يبرره.
وأصبحت علاوة مخاطر الأسهم أو العائد الإضافي الذي يتوقع المستثمرون الحصول عليه مقابل الاحتفاظ بالأسهم على السندات الحكومية الخالية من المخاطر، أقل تفضيلاً خلال العام الماضي.
تقارير وآمال
ارتفع المؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 1.7% الجمعة، بعد أن ذكرت وزارة العمل أن معدل البطالة في الشهر الماضي كان أقل من المتوقع بنسبة 3.5%، ونوفمبر تم تعديله بالخفض بنسبة 3.6%.
وارتفعت الوظائف غير الزراعية بمقدار 223000 وظيفة متجاوزة التقديرات ولا تزال تظهر سوق عمل قوية، ولكن تمت إضافة وظائف أقل من 256000 وظيفة التي كانت في نوفمبر.
وأدى هدوء زيادات الأجور إلى زيادة الآمال في أن يستمر بنك الاحتياطي الفيدرالي في التخفيف من الزيادات الشديدة في أسعار الفائدة التي أجراها العام الماضي.
ويحول السوق الانتباه الآن نحو تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر ديسمبر الخميس، والذي قد يؤثر أيضاً في مسار تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
ويبحث المستثمرون عن صفقات؛ حيث يفضل بعضهم الأسهم ذات رؤوس الأموال المتوسطة والصغيرة على نظيراتها من الشركات ذات رؤوس الأموال الكبيرة.
ويتم تداول المؤشر «ستاندرد آند بورز400 لشركات رؤوس الأموال المتوسطة» و«ستاندرد آند بورز600 لشركات رؤوس الأموال الصغيرة» بنحو 13 ضعفاً لتقديرات الأرباح الآجلة؛ أي أقل بكثير من المتوسطات طويلة الأجل لكل منهما، وفقاً «ريفينيتيف داتاستريم».

أبرز الأحداث الاقتصادية للأسبوع
الاثنين 9 يناير
11:00 صباحاً توقعات التضخم الفيدرالي لمدة عام في نيويورك/ ديسمبر
3:00 عصراً الائتمان الاستهلاكي/ نوفمبر
الثلاثاء 10 يناير
6:00 صباحاً على مؤشر الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة-الأعمال الصغيرة/ ديسمبر.
9:00 صباحاً يتحدث رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في السويد
10:00 صباحاً مخزونات البيع بالجملة (مراجعة)/ نوفمبر
الأربعاء 11 يناير
لا توجد أحداث اقتصادية
الخميس 12 يناير
7:30 صباحاً يتحدث رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر
8:30 صباحاً الرقم القياسي لأسعار المستهلك/ ديسمبر
8:30 صباحاً مؤشر أسعار المستهلك الأساسي/ ديسمبر
8:30 صباحاً المطالبات الأولية لإعانة البطالة الأولية في 7 يناير
8:30 صباحا المطالبات المستمرة لإعانة البطالة في 31 ديسمبر
2:00 ظهراً الميزانية الفيدرالية/ ديسمبر
الجمعة 13 يناير
8:30 صباحاً مؤشر أسعار الواردات/ ديسمبر
10 صباحاً توقعات تضخم أسعار المستهلكين لمدة 5 سنوات من جامعة ميشيغان

مقالات ذات صلة