أحزاب العراق الإسلامية وغير الدينية .. ما مدى ثقة الشارع بها والأسباب؟
دخلت أصوات العراقيين في صناديق الاقتراع لأكثر من مناسبة انتخابية فيما بعد 2003، فاختاروا أو سيروا نحو اختيار شخصيات بعضها نافذ والآخر متحزب وآخر في آخر برلمان مستقل.
لكن رغبة الشارع كان لها صوتٌ آخر وثقه المؤشر العربي في أضخم استطلاع له لمسارات السياسات العربية وآمال شعوبها لحصيلة عام 2022، إذ أكدت شريحة الاستطلاع أن وجود نظام سياسي تتنافس فيه أحزاب غير دينية فقط هو نظام غير ملائم بنسبة 77% ولا غرابة أن يكون الطيف الأعم في الشارع العراقي رافضا لمبدأ صناعة سلطة تشريعية من مكونات حزبية غير دينية وفقا للاستطلاع الذي رفع الغطاء عن تجربة عانى منها العراقيون وأبعدت عنهم جوهر الديمقراطية والحزبية بمفهومها النقي في دول أخرى.
وبذات الوقت رفض الطيف الأعم من شريحة الاستطلاع مبدأ صناعة سلطة تشريعية من مكونات حزبية إسلامية فقط إذ تشابهت النسبة 77% بالرفض لنهج الأحزاب بما يعني أن الوعي السياسي لدى نصف المجتمع العراقي المجيب على شريحة الاستطلاع ذهب إلى مبدأ نسيح حزبي متنوع بين إسلامي وغير إسلامي ليتفق مع فكرة نظام سياسي ديمقراطي.
لكن الإشكالية الحاصلة في الساحة العراقية منذ ما بعد 2003 وحتى اليوم، تتمثل في خبرة عميقة تجرعها الشارع العراقي مع أكثر من 30 حزبا سياسيا تنوع بين إسلامي وغير ديني ومستقل طغت عليها الأحزاب الإسلامية لكنها ألقت بظلالها على واقع سياسي رفضه الشارع العراقي بعد تجربة فائضة بالإخفاق الذي قالو إنه لم يأت بنتيجة مرضية لخدمة العراق السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي بل أن أكثر من 40% من شريحة الاستطلاع ممن يملكون وعيا سياسيا لمعادلة ما تصنع حكومات بلادهم أكدوا أن تجربة طبيعة الأحزاب السياسية العراقية دعمت بعضها ترسيخ نهج الفساد والنفوذ والولاءات الخارجية وبطريقة أشد تخريبا لمفهوم الحزب السياسي أضاع بعضها سيادة الدولة وأبدلها باللادولة التي يعيشها العراقيون اليوم.
ناجي ابو لوز