التفاصيل الكاملة لمقتل «ملاك الخير» في مصر
ساد الحزن أرجاء محافظة البحيرة في مصر بعد الإعلان عن العثور على جثة سيدة كانت تعرف بمساهماتها الخيرية ومد يد العون والمساعدة لجميع المحتاجين.
وفي التفاصيل، عثرت الأجهزة الأمنية المصرية على جثة السيدة سهير الأنصاري بعد أن تبلغ بتغيبها عن أسرتها، وبمعاينة الجثة تعرف أفراد أسرتها عليها، وأكدوا أنها تسكن في مدينة دمنهور، وكان بيتها مفتوحاً دائماً لعمل الخير ورعاية المحتاجين من الأرامل والمحتاجين، وكانوا يصفونها بـ«ملاك الخير»، حيث فارقت الحياة وهى تسعى لفعل الخير ومساعدة اليتامى والمحتاجين، والجريمة تمت بدافع السرقة، وفق «المصري اليوم».
- ابنتها تروي التفاصيل
وروت ابنة سهير الأنصارى، بعض التفاصيل عن والدتها قائلة: «أمي كانت ذاهبة لعمل الخير كالعادة، وهي أمي وأختي وحبيبتي وصديقتي، وتمثل لي كل ما في هذه الحياة وقد رحلت وتركتني وحدي.. وكانت عندما يطلب منها محتاج تلبية أمر له لا تنام أبداً حتى تلبي حاجته.
وتابعت: «قتلت غدراً، فهي كانت خارجة من البيت في حال جيدة وسلمت علي، لكنها ذهبت ولم تعد، أنا أطالب بأخذ حقها من القاتل، كانت ذاهبة لعمل الخير وهو تجهيز عرايس أيتام، وعمل سقيا الماء».
- رواية الجيران
وروت إحدى السيدات التي تسكن بالقرب من بيت المقتولة بأن سهير كانت تلبي حاجة أي شخص محتاج، وفي تمام الساعة الرابعة والربع خرجت وقالت: «10 دقائق وسأعود»، ولكنها لم تعد أبداً.
وأضافت أنها كان لديها أعمال خيرية كثيرة منذ سنوات، كما أنها ذهبت للمدرسة ودفعت المصاريف عن الطلبة.
الأجهزة الأمنية تتحرك
وكانت الأجهزة الأمنية في محافظة البحيرة المصرية تلقت إخطاراً بتغيب السيدة سهير الأنصارى عن منزلها، واتصالها بابنتها بأنها ستعود بعد ١٠ دقائق وأغلق تليفونها ولم تعد.
وبعد ذلك تبلغت شرطة البحيرة بالعثور على جثة مجهولة لسيدة في محيط مجمع كليات جامعة دمنهور، وتم نقلها إلى ثلاجة حفظ الموتى في مستشفى دمنهور، وتم استدعاء ابنة سهير الأنصاري، والتي تعرفت على الجثة وأنها تعود لوالدتها وتبين غياب مصوغاتها ومبلغ مالي وحقيبتها، وتبين وجود إصابات بها، وأكد تقرير مفتش الصحة وجود شبهة جنائية في الوفاة.
- خداع وتلاعب
وتوصلت تحريات السلطات الأمنية المصرية إلى أن وراء ارتكاب الواقعة سائق، مقيم في نطاق مركز شرطة دمنهور، وتم تقنين الإجراءات وضبط المتهم الذي اعترف بارتكاب الواقعة.
واعترف المتهم بأنه اعتاد اصطحاب المجني عليها لتوصيلها للجمعيات الخيرية، حيث استقلت معه سيارة ملاكي قيادته، لتوصيلها إلى إحدى الجمعيات الخيرية التي تتردد عليها لتوزيع أموال الصدقات، وأوقف السيارة أثناء سيرها بدعوي انتظاره لأشخاص قادمين لتسليمه قطع غيار لسيارته، ثم قام بمغافلتها وضربها باستخدام عصا «حديدية»، ما أدى إلى لوفاتها وإلقاء جثتها في مكان العثور عليها واستولي على متعلقاتها.
عرف عن السيدة سهير الأنصاري مساعدتها للفقراء والأسر الأكثر احتياجاً بمد يد العون لهم من خلال جمعيتها الخيرية التي تترأس مجلس إدارتها.
وشيع الآلاف من أهالي مدينة دمنهور، في محافظة البحيرة، جثمان سهير الأنصاري، بعد أداء صلاة الجنازة على روحها في مدينة دمنهور.