«تيسلا» تفقد توازنها دون النصف تريليون دولار
أدت عمليات البيع في أسهم شركة تيسلا التي تسارعت بعد الإعلان عن أن شركة تصنيع السيارات الكهربائية الأسبوع الماضي تخطط لتعليق الإنتاج مؤقتًا في مصنعها في شنغهاي، مما دفع التقييم السوقي للشركة إلى ما دون علامة نصف تريليون دولار.
وشهدت أسهم شركة صناعة السيارات الكهربائية انخفاضاً كبيراً خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث انخفضت بنسبة 40% تقريباً منذ نهاية سبتمبر، مقارنة مع تقدم بنسبة 12% في مؤشر ستاندرد آند بورز.
وواصل السهم هبوطه، الأربعاء متراجعاً 1.6% إلى 158.3 دولار، بعدما أغلق منخفضاً 4.1% الثلاثاء، عند 160.95 دولار.
وأثرت المخاوف بشأن الطلب في المركبات الكهربائية، بالإضافة إلى انشغال الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بإصلاح شركة «تويتر» بشكل كبير على السهم هذا العام.
كان تراجع يوم الثلاثاء مصحوباً بتداولات ضخمة، ما يقرب من ضعف متوسط الشركة لمدة 30 يوماً. تم تداول كتلة من 3.11 مليون سهم بقيمة سوقية قدرها 500 مليون دولار في وقت متأخر من بعد الظهر.
وتجاوزت «تيسلا» لأول مرة عتبة 500 مليار دولار في نوفمبر 2020، بعد أن قفز سعر سهمها بأكثر من ستة أضعاف قبل إدراجها في ستاندرد آند بورز 500.
في الواقع، تيسلا ليست الشركة الوحيدة في دوريتها التي شهدت تآكلاً هائلاً في قيمتها هذا العام. شهدت أسهم عمالقة التقنية تبخر ما يقرب من خمس رسملتها السوقية.
ومع ذلك، فإن مشاكل تيسلا الخاصة جعلت الأمور أسوأ.
وبينما تكافح الشركة للتعامل مع النقص المستمر في الإمدادات، وارتفاع تكاليف المواد الخام واضطرابات الإنتاج، لا سيما في الصين، فإن استيلاء ماسك على شركة التواصل الاجتماعي «تويتر» وتركيزه على تغيير هذه المنصة قد أثار قلق المستثمرين من أن صانع السيارات الكهربائية كان يخسر.
- بيركشاير ترث تيسلا
مع تراجع أسهم تيسلا لتعويض جميع المكاسب المتراكمة على مدار العامين الماضيين، فقدت عضويتها في نادي التقييم الذي تبلغ قيمته تريليون دولار، وتخلت عن مكانتها باعتبارها خامس شركة من حيث القيمة في ستاندرد آند بورز 500 لصالح شركة بيركشاير هاثاوي وشهدت العديد من الشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية، التي شهدت ارتفاعاً في القيمة السوقية لأسهم تيسلا ارتفاعاً هائلاً، تراجعاً في التقييمات.
ويبدو أن توقعات إيلون ماسك، بأن شركة «تيسلا» ستنهي العام بنتائج مبهرة، بعيدة كل البعد عن الواقع. كما أن النظرة الإيجابية التي قدمها ماسك خلال مؤتمره الهاتفي للإعلان عن النتائج الأخيرة لشركة صناعة السيارات الكهربائية قد تبددت مع اضطراره لخفض الأسعار والإنتاج في الصين لتعزيز المبيعات الضعيفة. وفي الولايات المتحدة، قدمت «تيسلا» حوافز للمستهلكين حيث بإمكانهم الحصول على خصم بقيمة 3750 دولار على بعض طرز السيارات الحالية، بدلاً من انتظار الطراز الجديد في العام المقبل.
ومن أجل تحقيق هدفها المتمثل في زيادة عمليات التسليم بنسبة 50 % سنوياً على مدار عدة سنوات، وهو هدف قالت «تيسلا» بالفعل إنها لن تستطيع تحقيقه في عام 2022، سيكون على ماسك تقديم بعض التنازلات. وقد يؤدي خفض أسعار السيارات للطراز الحالي، حتى مع ارتفاع تكاليف البطاريات، إلى تقليص هوامش ربح الشركة.
واستمر ماسك في التلميح إلى الرياح المعاكسة الخارجة عن سيطرة «تيسلا» خلال الإعلان عن أرباح الشركة للربع الثالث، وقال إن الطلب كان أقل مما كان متوقعاً بسبب تراجع سوق العقارات في الصين، وأزمة الطاقة في أوروبا، وزيادة الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة. (بلومبيرج)