اخبار منوعةثقافة وفن

حذاء فان جوخ الذي تغزل بهِ الفلاسفة

من خلال الفتحة المظلمة للحذاء البالي تبدأ خطى العامل المتعبة.

من الثقل الوعر لزوج الأحذية هناك تراكم في الجرأة؛

جرأة المشي الثقيل في حقل واسع كنسته ريح صريحة.

على جلد الحذاء تقبع رطوبة التراب ووفرته.

تحت النعلين تنزلق وحدة الطريق بينما المساء يتقدم.» مارتن هايدغر

لا شك أن فينسنت فان جوخ لم يكن يعلم أن الحذاء الذي رسمه سيكون موضوعاً فلسفياً لتعريف العمل الفني، في جوهره وجمالياته، فالحكاية تذكر أنه لم يكن يملك ثمن حذاء جديد ولهذا اضطر لشراء حذاء من سوق السلع المستعملة، ليكتشف أنه غير مريح ولا يصلح للمشي، لذا قرر الاستفادة منه بالرسم، وهكذا ولدت لوحة «حذاء» التي رسمها عام 1886 في باريس، وكمعظم لوحات جوخ لم تلقى أي قبول في حياته، فهو شخصياً لم يبع سوى لوحة واحدة، إلا أن لوحة «الحذاء» حين عُرضت في معرض أمستردام، عام 1930، لاقت استحسان الجماهير الذين كان من بينهم الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر (1889 – 1976).

1

في كتابه «أصل العمل الفني» استخدم مارتن هايدغر مثال لوحة فينسنت فان جوخ «زوج من الأحذية» في تحليل جوهر العمل الفني وكيف يتم تعريف الجمال. أما جاك دريدا، فيلسوف التفكيك الفرنسي (1930 – 1934)، فتحدث عنها في في كتابه «الحقيقة في الرسم» 1987. وفيه، لا يقدم دريدا قراءته الخاصّة للأحذية؛ بل يمضي محللاً ومُفككًاً مراسلات هيدجر وشابيرو في مهمّة جديدة مُغايرة لمهمة قراءة اللوحات، ليخرج بإجابة على سؤال «هل يخبرنا الفن ما الحقيقة؟»

1

مقالات ذات صلة