شركات السيارات الصينية تغزو السوق الأوروبية بمركبات فاخرة
غابت المركبات المنخفضة التكلفة وطغت تلك المتوسطة أو حتى العالية الجودة المزودة بتقنيات متطورة على منتجات كشفت النقاب عنها شركات صناعة السيارات الصينية الحاضرة بقوة ضمن معرض «مونديال دو لوتوموبيل» العالمي في باريس، وتهدف منها إلى غزو السوق الأوروبية التي باتت تعوّل عليها أكثر فأكثر.
وكانت أبرز الشركات الصينية، على غرار «بي واي دي» و«غرايت وول موتورز» و«سيريس» حاضرة في اليوم الأول من المعرض الباريسي الاثنين، خلافاً لكثير من الشركات التاريخية العاملة في القطاع، باستثناء الفرنسية منها.
وقال الناطق باسم «بي واي دي أوروبا» مايك بيلينفانته «إنه معرض سيارات مشهور يقام في قلب أوروبا. نحن هنا لجذب انتباه الجمهور».
وفي مراسم رسمية، سلمت الشركة الصينية الاثنين في جناحها مفاتيح سيارة لأول زبائنها الفرنسيين.
وتعرض «بي واي دي» في «مونديال باريس» ثلاثة موديلات منها اثنان فاخران هما «هان» و«تانغ»، ويبلغ سعر كل من هاتين السيارتين أكثر من 70 ألف دولار. وتسعى الشركة إلى ترسيخ حضورها على كامل مساحة أوروبا، وعدم الاكتفاء بشمال القارة (الدول الاسكندنافية وبلجيكا وهولندا…)، حيث يتركز وجودها راهناً.
وقال مايك بيلينفانته «نحن ننافس بفضل التكنولوجيا، لا على أساس السعر».
وتتمتع «بي واي دي» بالفعل بخبرة طويلة في قطاع تصنيع بطاريات السيارات وبينها نموذج مدمج أكثر، وأقل عرضة لاشتعال النيران في حال حصول ضرر، وفقاً لما شرحته الشركة المصنعة. وأثار هذا الابتكار اهتمام «تويوتا» التي جهزت به بعض مركباتها.
وأكّد بيلينفانته أن أيّ هدف مبيعات لم يُحدَد، إذ أن «ما يهم هو إنشاء صورة علامتنا التجارية». ولا تزال السوق المحلية أولوية بالنسبة إلى الشركة التي باعت الشهر الفائت 200 ألف سيارة في الصين.
بناء الصورة
أما «سيريس» المملوكة لشركة «دونغفنغ» الصينية العملاقة، فطرحت في المعرض مركبتين مخصصتين للسوق الأوروبية، إحداهما «سيريس 3» والثانية «إس إف 5» التي ستتم الموافقة عليها في نهاية سنة 2022.
وتُباع «سيريس 3»، وهي سيارة دفع رباعي كهربائية مخصصة للمدن، بسعر 33990 يورو، وهو «ليس سعراً منخفضاً، بل ينسجم مع أسعار السوق»، على ما أكد توماس ميسنيل، مدير التسويق في الشركة المسؤولة عن استيراد سيارات «سيريس».
وأمل ميسنيل توفير 70 نقطة بيع لمركبات «سيريس» بحلول نهاية السنة في فرنسا التي اختارتها الشركة نقطة انطلاق لسياراتها في أوروبا، مشيراً إلى أن الهدف بيع نحو 1500 سيارة في عام 2023.
وثمة علامة تجارية أخرى توزعتها شركته «إيف فرانس» في فرنسا هي «ليب موتور» التي تُعتبر من الأحدث زمنياً في صناعة السيارات الصينية، إذ تأسست عام 2016. وباتت الشركة تبيع عشرة آلاف سيارة شهرياً في الصين، وهو حجم مبيعات كبير بالنسبة إلى شركة ناشئة.
وطرحت الشركة في السوق الفرنسية سيارة T03 الكهربائية المخصصة للمدن التي تعرضها أيضاً في «مونديال باريس»، ويبلغ سعرها أقل من 20 ألف يورو بعد حسم «المكافأة البيئية» البالغة سبعة آلاف يورو.
وثمة طراز سيارات آخر جديد في فرنسا وعلى نطاق أوسع في أوروبا هو «غرايت وول موتورز» (GWM)، وللشركة المصنّعة جناح كبير في المعرض لإبراز موديلاتها المخصصة للقارة العجوز.
مركبات فاخرة
ووصف رئيس «غرايت وول موتورز أوروبا» هنري ميونغ معرض باريس للسيارات بأنه «فرصة مثالية». وهذه الشركة التي تملك خبرة 40 عاماً في القطاع من بينها عشر سنوات في مجال السيارات الكهربائية والهجينة، بدأت الاثنين مبيعاتها في ألمانيا بسيارة الدفع الرباعي الهجينة «وي كوفي 01» في مقابل 55900 يورو، ويتوقع طرحها في السوق الفرنسية اعتباراً من سنة 2023.
ويعبّر الاهتمام الشديد للمصارف وخدمات التأجير التملكيّ التي توفرها بمنتجات السيارات الآسيوية، عن الأهمية المتزايدة للشركات التي تصنّعها.
وتقيم أقسام خدمات السيارات في هذه المصارف شراكات مع علامات تجارية آسيوية عدة، كما فعل مصرف «كريدي أغريكول» الفرنسي مع «أولوايز» الصينية و«فينفاست» الفيتنامية لتعزيز عروضها.
(أ ف ب)