بينهم ديزني وفوربس.. ما السر وراء إزالة معلنين إعلاناتهم؟
أوقف العديد من المعلنين البارزين، بينهم شركات “ديزني” و”فوربس” و”مازدا”، حملاتهم الإعلانية مؤقتًا أو سحب إعلاناتهم تمامًا من موقع التغريدات القصيرة “تويتر”، بسبب وجود طلبات على الموقع لاستغلال الأطفال في المواد الإباحية، حسب ما كشفت وكالة الأنباء “رويترز”.
ووفقًا لمراجعة “رويترز” لحسابات “تويتر” التي تم الكشف عنها في بحث جديد من مجموعة “جوست داتا” للأمن السيبراني حول الاعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت، ظهرت إعلانات لأكثر من 30 معلنًا بينهم “ديزني” و”كوكا كولا” ومستشفى للأطفال على حسابات تروج لاستغلال الأطفال جنسيا.
وعلى سبيل المثال، أوضحت “رويترز”، أن المستخدم الذي قال إنه “يتاجر بمواد مراهقة/ أطفال” كانت لديه تغريدة ترويجية بجوار المنشور لمتاجر الأحذية والإكسسوارات الشهير “كول هان”.
وللتعليق على ذلك، تواصلت “رويترز”، مع رئيس العلامة التجارية “كول هان”، ديفيد مادوكس، والذي قال: “لقد صُدمنا بعد أن علمنا أن إعلانات الشركة ظهرت بجانب هذه التعليقات”. وأضاف مادوكس: “إما أن “تويتر” سيعالج هذا الأمر، أو سنصلحه بأي طريقة ممكنة، بما في ذلك عدم شراء إعلانات على الموقع”.
لكن بماذا رد “تويتر” على ذلك؟ أصدر موقع التغريدات القصيرة بيانًا، جاء فيه على لسان متحدثته الرسمية سيليست كارسويل، “إن الشركة لا تتسامح مطلقًا مع الاستغلال الجنسي للأطفال، وتزيد من جهودها لحماية الأطفال من خلال أمور كثيرة من بينها تعيين موظفين تكون مسؤوليتهم الوحيدة هي الحد من ذلك”.
ووفقًا لتقارير الشفافية عبر الإنترنت الخاصة بـ”تويتر”، علقت الشركة أكثر من مليون حساب في عام 2018 للترويج للاستغلال الجنسي للأطفال أو الانخراط فيه.
لكن دراسة أجراها موقع “ذا فيرج” التقني الأميركي، أواخر أغسطس الماضي، كشفت عن “صعوبات تواجه “تويتر” في اكتشاف المعلومات التي يمكن تفسيرها على أنها تنطوي على إساءة معاملة الأطفال”.
وهو ما أكده بحث “جوست داتا” الأخير، الذي خضع لمراجعة “رويترز”، ويوثق على مدار 20 يومًا من شهر سبتمبر المنقضي تبادل أكثر من 500 حساب لمحتوى يشجع على الاعتداء الجنسي على الأطفال، حيث زعم مؤلفو البحث أن “تويتر” فشل في حذف ما يقرب من 70 بالمائة من الحسابات طوال فترة الدراسة.
وهو ما لم ينكره “تويتر” بالكامل، حيث أرسل الموقع بريدًا إلكترونيًا إلى معلنيه، يقول فيه إنه “اكتشف أن الإعلانات كانت تُعرض داخل الملفات الشخصية التي تبيع علانية أو تحث على محتوى اعتداء جنسي على الأطفال”، حسب ما كشفه موقع “ماشابل ميدل إيست”.
أما بعض الشركات الإعلانية، فلم يكن هذا الاعتراف كافيًا بالنسبة لهم. قالت متحدثة باسم “مازدا” لـ”رويترز” إن الشركة “حظرت إعلاناتها من الظهور على تويتر”. وتعهدت “ديزني” بمضاعفة جهودها لـ”ضمان أن المنصات الرقمية التي نعلن عليها تعزز جهودها لمنع مثل هذه الأخطاء من التكرار”.
لكن خبير وسائل التواصل الاجتماعي، محمد عادل، لا يعتقد بأن يكون لإيقاف المعلنين لحملاتهم الإعلانية أو سحبها من “تويتر” تأثير كبير على الموقع وأرباحه على المدى الطويل.
ويضرب عادل المثل، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، من تاريخ المعلنين مع المنصات التكنولوجية، قائلًا إنه “منذ نحو 5 سنوات تعرض “يوتيوب” لانتقادات شبيهة لعرضه محتوى يتعلق بالخمور والأسلحة أمام الأطفال، على إثر تلك الانتقادات سحب بعض المعلنين إعلاناتهم من منصة الفيديوهات الشهيرة، فيما تبخرت الأزمة سريعًا ولم تؤثر على الإعلانات الداخلة لـ”يوتيوب” ولا على أرباحها بشكل ظاهر”.
ويعتقد عادل بأن أزمات “تويتر” تتعدى تلك النقطة، في ظل حربه القائمة مع رجل الأعمال “إيلون ماسك“، بعد تراجعه عن صفقة الاستحواذ على الموقع، بزعم أن الحسابات الوهمية “أعلى بشكل كبير” من تقديرات الـ5 في المئة التي كشف عنها “تويتر” علنًا، والذي أثر فعليًا على حجم نمو موقع التغريدات وأرباحه.
ويوضح عادل أنه بخصوص أزمة ترافق الإعلانات مع طلبات استغلال أطفال في المواد الإباحية، فسيكون على “تويتر” إجراء تعديلات على “خوارزمياتها” لكي يتناسب الإعلان مع شكل المحتوى على الحساب. ضاربًا المثل بـ”إذا كان الإعلان يخص شركة سجائر، فمن الممكن أن يظهر مع محتوى يتحدث عن السجائر، مما يعني أن الإعلان في الأغلب سيظهر أمام مستخدم مدخن بدلًا من غير المدخن”.
وفيما يخص سحب بعض الشركات لإعلاناتها، فلا يتصور عادل أن يكون الأمر متعديًا لحيلة تسويقية ورغبة لتلك الشركات في الحفاظ على صورتها أمام مستهلكيها بعدما وجهت انتقادات لـ”تويتر” بشأن السماح بمحتوى يستغل الأطفال جنسيًا على الموقع، متوقعًا أن يعود التعاقد كما هو عليه بعد مرور موجة الانتقادات.