تكنولوجيا

خبير في «هارفارد» مارك زوكربيرج ضلّ طريقه .. و«فيسبوك» خارج المسار

حذر الخبير في جامعة هارفارد، بيل جورج، من أن ضعف مهارات مارك زوكربيرج القيادية تدفع «ميتا» بالتدريج نحو الفشل، ويرى أنه كرئيس تنفيذي مستمر في إخراج «فيسبوك» عن مساره.

وقال في حوار مع قناة «سي إن بي سي»: «أعتقد أن فيسبوك لن يعمل بشكل جيد طالما أنه موجود»، و«إنه على الأرجح أحد الأسباب التي تجعل الكثير من الناس يبتعدون عن الشركة؛ لقد ضل طريقه حقاً».

بيل أمضى السنوات العشرين الماضية في دراسة إخفاقات القيادة في مكان العمل، وقام مؤخراً بتجميع هذه النتائج في كتاب جديد بعنوان «الشمال الحقيقي: القيادة الأصيلة في مكان العمل اليوم، إصدار القادة الناشئين».
ويقول باختصار إن الرؤساء الذين يغفل أحدهم عن معتقداته العميقة وقيمه وهدفه كقائد، لا سيما باسم المال، أو الشهرة، أو السلطة، محكوم عليهم بالفشل؛ وبعد عقود من البحث عن انهيار الشركات البارزة يقول بيل إنه يرى أوجه تشابه مذهلة فيما يتعلق بزوكربيرج مع «ميتا» الآن.
رأي الآخرين هو أن لـزوكربيرج الفضل الكبير في النمو السريع لشركته إلى هذه المرحلة، حيث حول الشركة التي شارك في تأسيسها في عام 2004 إلى عملاق للتكنولوجيا تبلغ قيمتها السوقية 450.46 مليار دولار.
ومن خلال القيام بذلك ساعد في إنشاء صناعة الوسائط الاجتماعية الحديثة، وهي خطوة يحاول تكرارها الآن من خلال إعادة توجيه شركته إلى فضاء الميتافيرس؛ ونظراً لنجاحه السابق فربما لا يكون من الحكمة المراهنة ضده.

رفض الواقع

رغم هذا كله يصر بيل على أن «ميتا» محكوم عليها بالفشل طالما ظل زوكربيرج على رأس القيادة؛ ومن الأسباب التي ذكرها أن زوكربيرج يقع في 3 من 5 فئات من الرؤساء السيئين الذين شملهم كتابه، ويرى أنه من نوعية من يبحثون عن المبررات ويرمون باللوم على الآخرين؛ فهو من المديرين الذين لا يرغبون في الاعتراف بأخطائهم، أو التعلم منها، بدلاً من ذلك يبررون الأخطاء من خلال إلقاء اللوم على الآخرين.
ففي فبراير/ شباط خسرت «ميتا» أكثر من 232 مليار دولار من قيمتها السوقية، ما يمثل أكبر انخفاض في يوم واحد لأي سهم أمريكي في التاريخ، وألقى مارك زوكربيرج ومسؤولوه التنفيذيون باللوم على عدة عوامل، منها تغييرات خصوصية «آبل» في عام 2021 والتي جعلت من الصعب على الإعلانات استهداف مستخدمي الهواتف الذكية، بجانب اشتداد المنافسة من بعض المنافسين مثل «تيك توك».
يقول بيل إن هذه العوامل ربما لعبت دوراً بالفعل، ولكن من المحتمل أيضاً أن يكون الإنفاق الضخم على البحث والتطوير للميتافيرس هو العامل الأكبر لأن قسم الواقع الافتراضي في «ميتا» كان أبلغ عن خسائر تجاوزت 10 مليارات دولار خلال عام 2021 وحده، و2.8 مليار دولار خلال الربع الثاني فقط، من عام 2022.
ولم يقر زوكربيرج، أو يتحمل المسؤولية علناً على الرغم من أنه ذكر خلال اجتماع للمساهمين في مايو/ أيار أنه يتوقع أن تخسر شركته مبالغ كبيرة من المال خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، حيث إنها تستثمر في تقنيات الميتافيرس. وهذا ما أخذه عليه بيل.

الرأي الآخر

ما انتقده فيه أيضاً أنه شخص منفرد، ولا يقبل النصيحة من الآخرين. يقول بيل إن زوكربيرج أصبح منفرداً يتجنب تكوين علاقات وثيقة ويدفع الآخرين بعيداً عنه، وهذا في الأغلب ما يجعل هذه النوعية من الرؤساء لا يتقبلون المساعدة، أو النصائح، أو التعليقات، ما يجعلهم عرضة للوقوع في الأخطاء.
وزوكربيرج معروف إلى حدٍ ما، بثقته في حدسه من دون الأخذ بالنصائح التقليدية، وهذا شكّل جزءاً من كيفية قيامه بإنشاء «ميتا» ولكنه على الأقل أخذ في الأيام الأولى ببعض النصائح من مستشارين موثوقين، منهم روجر ماكنامي أحد المستثمرين الأوائل في «فيسبوك» والذي نصحه في عام 2006 برفض عرض «ياهو» شراء فيسبوك مقابل مليار دولار، كما شجعه لاحقاً على تعيين رئيسة العمليات السابقة، شيريل ساندبرج، التي لعبت دوراً مهماً في إنشاء أعمال الإعلانات والعمليات الداخلية للشركة.
ورغم نجاح القرارين إلا أنه مع نمو «ميتا» توقف زوكربيرج عن الاستماع لنصائح ماكنامي عندما حذّره في عام 2016 من تأثير التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية على منصات «فيسبوك» وبالفعل استنتجت وكالات الاستخبارات الأمريكية منذ ذلك الحين أن «فيسبوك» كانت منصة رئيسية في جهود التدخل الروسي، والتي ربما تكون ساهمت في انتخاب الرئيس دونالد ترامب.

البحث عن المجد

يقول بيل إن زوكربيرج يُعد شخصاً يبحث عن المجد ويضع الشهرة والثروة فوق أي شيء، وهذه النوعية من الرؤساء يكونون غير راضين بما لديهم، وهم على استعداد للذهاب إلى أقصى حد لكسب المزيد.ويرى بأنه يعطي الأولوية لأرباح «ميتا» ونموها، حتى لو على حساب مليارات المستخدمين؛ وليس هذا فحسب، فلطالما تورطت شركة زوكربيرج في مشاكل أثارت الجدل تتعلق بخصوصية وصحة المستخدمين.
فقد وجد تحقيق أجرته «وول ستريت جورنال»، العام الماضي، أن منصة «إنستغرام» المملوكة لشركة ميتا تساهم في مشاكل الصحة العقلية للمستخدمين، لا سيما الفتيات المراهقات، ووجد التحقيق أن قيادة ميتا اختارت تجاهل المشكلة حتى لا تخاطر بمشاركة مستخدميها، وبالتالي نمو الشركة.

مقالات ذات صلة