باكستان .. 10 مليارات دولار تكلفة عمليات إعادة البناء بعد الفيضانات
قال وزير التخطيط الباكستاني إحسان إقبال الثلاثاء: إن بلاده بحاجة إلى أكثر من 10 مليارات دولار لإصلاح وإعادة بناء البنى التحتية المتضررة جراء الفيضانات المدمرة الناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة.
وأضاف «لحقت أضرار هائلة بالبنى التحتية وخصوصاً الاتصالات والطرقات والزراعة وسبل العيش».
ثلث مساحة باكستان أغرقتها السيول
كافح ملايين الباكستانيين التداعيات الهائلة للفيضانات القاتلة التي اجتاحت مناطق شاسعة من البلاد، وأسفرت عن سقوط 1061 شخصاً في حصيلة جديدة للضحايا، وجرفت أعداداً لا تُحصى من المنازل، ودمرت محاصيل زراعية حيوية، وتُهدد بفيضان النهر الرئيسي في البلاد. وأعلنت وزيرة التغير المناخي شيري رحمن أن ثلث مساحة البلاد «تحت الماء حالياً» ما يمثل «أزمة ذات أبعاد لا يمكن تصورها».وطالت أضرار الفيضانات هذا العام أكثر من 33 مليون شخص، أي واحداً من كل سبعة باكستانيين، حسبما ذكرت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث.
وأضافت الوزيرة في تصريحات لوكالة فرانس برس «كل (البلد) مجرّد محيط كبير، ليس هناك مكان جاف يسمح بوضع المعدات لسحب المياه».وقرب مدينة سوكور الواقعة في إقليم السند في جنوب البلاد، والتي تضم سداً متهالكاً على نهر إندوس للحؤول دون تفاقم الكارثة، لكن نهر إندوس مُهدد حالياً بالفيضان على وقع السيول المتدفقة من روافده في الشمال.

وأعلن مسؤولون أن1061 شخصاً لقوا حتفهم منذ حزيران/يونيو عندما بدأ هطول الأمطار الموسمية، غير أن الحصيلة النهائية قد تكون أعلى، إذ عزلت مئات القرى في شمال البلاد الجبلي بعدما اجتاحت مياه الأنهار التي فاضت عن ضفافها طرقاً وجسوراً.
ولجأ ضحايا الفيضانات إلى مخيمات إيواء موقتة انتشرت في أنحاء البلاد. وفي مختلف أنحاء السند تنتشر خيم يقيم فيها آلاف النازحين على امتداد الطرق السريعة وخطوط السكك الحديد، والتي غالباً ما تكون المواقع الجافة الوحيدة المتوافرة. ويصل المزيد منهم يومياً إلى الطريق الدائري لمدينة سوكور وتتكدس أمتعتهم على قوارب وجرارات أثناء بحثهم عن مواقع إيواء بانتظار انحسار مياه الفيضانات. لكن نهر إندوس مُهدد حالياً بالفيضان على وقع السيول المتدفقة من روافده في الشمال.
وتحول جزء كبير من إقليم السند إلى بركة مياه شاسعة ما يعرقل عملية إغاثة ضخمة يقودها الجيش. وقال ضابط كبير لوكالة فرانس برس «لا مهابط أو طرقاً متاحة… طيارونا يلاقون صعوبة في الهبوط». وتواجه مروحيات الجيش صعوبات في نقل الناس إلى مناطق آمنة في الشمال بسبب المخاطر التي تطرحها الجبال الشاهقة والوديان العميقة على الطيران.
وقال مكتب الأرصاد الجوية إن البلاد ككل سجلت ضِعف معدل الأمطار الموسمية المعتاد، لكن متوسط هطول الأمطار في بلوشستان والسند بلغ أربعة أضعاف معدلاته في العقود الثلاثة الماضية. والأنباء الوحيدة التي تبعث على التفاؤل جاءت من تقرير لمصلحة الأرصاد الجوية بعد أن أعلن مكتب الأرصاد أن فرص تساقط أمطار خلال الأسبوع ضئيلة.
(أ ف ب)