تكنولوجيا

ما هي أخطر استخدامات رقائق التجسس؟

يعتمد تأثير التكنولوجيا على من يمتلكها، وهو من يتحكم فيما كانت مفيدة للبشرية أم ذات تأثير سلبي، ولكن التقنية المفيدة في نظر شخص ما ربما تكون في غاية الخطورة لشخص آخر، وأكبر دليل على ذلك ما يتم عبر التكنولوجيا من عمليات تجسس بعض المؤسسات أو الدول على الأخرى، وبالطبع تقنيات رقائق التجسس خير مثال لذلك.

رقائق التجسس على Supermicro

ادعت وكالة بلومبرج عام 2018، في تقرير أسبوعي BusinessWeek، بأنه تم العثور على بعض رقائق التجسس صغيرة الحجم على اللوحات الأم Motherboards لخوادم Supermicro في عام 2015، وهي من أكبر البائعين في العالم لأنظمة الخوادم واللوحات الأم للخوادم، بالإضافة إلى أنها لاعب رائد في سوق المليار دولار للوحات المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر المتخصصة، وقد أكدت “بلومبرج” أن منتجات Supermicro كانت مستهدفة من قِبل العملاء الصينيين لأكثر من عقد من الزمان، وأن مسؤولي المخابرات الأمريكية كانوا على علم بذلك وأبقوا هذه المعلومات طي الكتمان أثناء عمليات الإعداد للدفاعات من أجل دراسة طبيعة الهجوم؛ لتحديد كيفية الرد عليه دون علم المهاجمين.

أخطر استخدامات رقائق التجسس

إن استغلال الصين للمنتجات التي تصنعها شركة Supermicro الأمريكية يخضع للتدقيق الفيدرالي خلال سنوات العقد الماضي وفقًا لـ 14 مسؤولًا سابقًا في إنفاذ القانون والاستخبارات كانوا على دراية بالهجوم، وقد قالت بلومبرج إن تقريرها جاء بعد مقابلات مع أكثر من 50 مصدرًا في الحكومة والقطاع الخاص، ولم تذكر أسماء معظمهم.

حوادث سابقة حول رقائق التجسس الصينية

اكتشفت وزارة الدفاع عام 2010 أن الآلاف من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها كانت ترسل بيانات الشبكة العسكرية إلى الصين؛ بسبب الكود المخفي في الرقائق التي تتعامل مع عملية بدء تشغيل الخادم، إلى جانب اكتشاف شركة إنتل، في عام 2014، أن مجموعة قرصنة صينية اخترقت شبكتها عبر خادم جلب برامج ضارة من موقع تحديث مورد مجهول، كما ورد تحذير صدر عام 2015 عن مكتب التحقيقات الفيدرالي للعديد من الشركات من أن العملاء الصينيين أخفوا شريحة إضافية برمز أرضي خلفي على خوادم إحدى الشركات المصنعة.

أخطر استخدامات رقائق التجسس

أهم رقائق التجسس – The Thing

ابتكر العالم الروسي ليون ثيرمن Leon Theremin آلته الموسيقية التي سماها باسمه The Theremin وأحيا حفلًا للأوركسترا في الولايات المتحدة الأمريكية وبحضور حوالي 20 ألف شخص، وقد وصفت صحيفة Daily Worker الأمريكية، في عددها بتاريخ 21 يوليو 1921، هذا  الحفل بأنه حدث القرن؛ حيث عزف خلاله “ثيرمن” على آلته الجديدة والتي تصدر الأصوات من دون أن يقوم حتى بلمسها.

وكانت الآلة تصدر موجات الراديو بتردد معين حوالي 500KHz ويتم توصيلها بملتقط ومرسل للإشارة، ومكبر صوت يقوم بإصدار نغمات موسيقية على حسب التغييرات التي تطرأ على التردد.

المخابرات الروسية وآلة ثيرمن Theremin

انتبهت المخابرات الروسية KGB لإمكانيات ثيرمن العلمية واختطفته للاستفادة من هذه الإمكانيات في التجسس على الحكومة الأمريكية، وبالفعل قام ثيرمن باختراع الشيء أو The Thing. وهو جهاز عبارة عن غشاء في غاية الرقة لدرجة أنه يهتز تبعًا لصوت شخص يتكلم بالقرب منه.

أخطر استخدامات رقائق التجسس

كيف يعمل الشيء The Thing؟

الشيء أو The Thing كان يعمل من غير مصدر للطاقة، وهو يستقبل موجات الراديو ثم يرسلها على حسب الأصوات التي يتعرض لها الجهاز، وقد أهدت الحكومة الروسية للسفارة الأمريكية في الاتحاد السوفييتي درعًا علي هيئة النسر الأمريكي، وعلى غرار حصان طروادة زرعت الحكومة الروسية اختراع ثيرمن الجديد في الهدية، وبدورها وضعت السفارة الأمريكية الهدية الجديدة في مكتب السفير الأمريكي نفسه.

أخطر-استخدامات-رقائق-التجسس

هذا التصرف الذكي -حينها- مكَّن جهاز المخابرات الروسي KGB من التجسس على كل المحادثات التي تتم في مكتب السفير لمدة 7 سنوات، وكان بمثابة ثورة في عالم التكنولوجيا وبداية لتقنية تحديد الهوية عبر موجات الراديو RFID – Radio Frequency Identification التي تستخدم موجات الراديو الخارجية لكي تعمل من دون الحاجة لمصدر خارجي للطاقة.

مقالات ذات صلة