ارتفاع غير مسبوق لأسعار القمح بعد الهحوم الروسي على اوكرانيا
سجلت أسعار الحبوب مستويات قياسية في جلسات التداول في السوق الأوروبية مع انطلاق العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وبلغ سعر القمح سعرا غير مسبوق إطلاقا مع 344 يورو للطن الواحد لدى مجموعة “يورونكست” التي تدير عددا من البورصات الأوروبية.
وارتفعت بشكل كبير أسعار القمح والذرة التي تشكل أوكرانيا رابع مصدر لهما عالميا، منذ افتتاح جلسات التداول، بعد ساعات من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي الأسواق العالمية، ارتفع سعر بوشل القمح بأكثر من 5 في المائة لنحو 935 سنتا أمريكيا، وهو أعلى سعر منذ 2012.
ويضع الصراع ضغوطا مضاعفة على أسعار القمح على وجه الخصوص، حيث إن أوكرانيا هي أيضا واحدة من أكبر منتجي القمح حول العالم. وتمثل روسيا وأوكرانيا معا نحو ربع التجارة العالمية لهذه السلعة الأساسية.
وحذرت ليندا توماس-جرينفيلد السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة من أنه “إذا استمرت روسيا في طريق التصعيد فقد تتسبب، وفقا لتقديراتنا، في أزمة لاجئين جديدة، ستكون من بين الأكبر التي يواجهها العالم اليوم، مع ما يصل إلى خمسة ملايين شخص إضافي مهجر، بسبب الحرب التي اختارتها روسيا والضغط الذي تمارسه على جيران أوكرانيا”.
وأضافت الدبلوماسية الأمريكية “لأن أوكرانيا هي من أكبر مصدري القمح في العالم، خصوصا للعالم النامي، فإن روسيا يمكن أن تتسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وفي جوع أكثر شدة في أماكن مثل ليبيا واليمن ولبنان”.
وبعد يومين من الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأمن الدولي، دعت توماس-جرينفيلد مرة جديدة روسيا إلى التراجع عن قراراتها. وموسكو هي عضو دائم في مجلس الأمن وتتمتع بحق النقض، ما يتيح لها إحباط أي محاولة من جانب المجلس لإدانة أعمالها.
وقالت توماس-جرينفيلد “نحن في 2022، ولن نعود إلى حقبة الإمبراطوريات والمستعمرات أو إلى اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية أو الاتحاد السوفياتي”، وتابعت “لقد تقدمنا وعلينا الحرص – كما قالت كينيا في مجلس الأمن – على ألا يشعل جمر الإمبراطوريات الميتة أشكالا جديدة من القمع والعنف”.