ثقافة وفن

براد بيت بعد بلوغه 58 عاما.. عجوز وسيم يفكر في الراحة ورعاية الأبناء

أثبت براد بيت أنه أكثر من مجرد وجه جذاب في هوليود، كما في فيلم السيرة الذاتية "النهر يمر من خلاله".

 

بعد أن قضى النجم الأميركي براد بيت عاما حافلا صوّر فيه فيلمين وسط أجواء وباء كورونا، وشارك صديقه جورج كلوني في بطولة فيلم إثارة قادم من إنتاج شركة “آبل” (Apple)؛ استقبل عيد ميلاده يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الفائت بأمنيات جديدة ومشاعر يغلب عليها التأمل والشجن.

فقد ذكر أحد المقربين منه لموقع “بيبول” (People) “أن بيت (58 عاما) يخطط لأن يكون عيد ميلاده هادئا، يقضيه في التفكير، وبأقل مستوى من الاحتفالات”، مُضيفا أنه “يتطلع إلى عام جديد يحاول فيه أن يبقى إيجابيا، ويُولي أطفاله مزيدا من الاهتمام”؛ فرغم أن وضع بيت مع الأبناء “لا يزال صعبا ومزعجا”، فإنهم الأكثر أهمية بالنسبة له.

كما أشار تقرير لمجلة “يو إس ويكلي” (Us Weekly) إلى أن براد بيت لا يريد أن تبقى علاقته بزوجته السابقة أنجلينا جولي متجمدة هكذا، ويأمل أن يتمكنا من “مسامحة بعضهما البعض” لمصلحة أبنائهما الستة (3 منهم بالتبني).

كما أعرب عن ضيقه بالمطاردة الإعلامية المحمومة، التي تنغص حياته الخاصة، منذ انفصاله عن جينيفر أنيستون عام 2005، وزواجه من أنجلينا جولي عام 2014 وانفصاله عنها بعدها بعامين؛ لدرجة جعلته “لا يستطيع تناول القهوة مع أية صديقة من دون أن تُشاع حوله الأقاويل”.

أولويات جديدة بعد مشوار من النجاح

وكان بيت مازح الحضور أثناء تسلمه جائزة مهرجان سانتا باربرا السينمائي الدولي مطلع عام 2020، عن دوره في فيلم ” ذات مرة.. في هوليود” (The Once Upon a Time.. in Hollywood) عام 2019، الذي فاز عنه بجائزة أوسكار وأهداها لأبنائه؛ متحدثا عن شعوره بأنه أصبح كبيرا في السن، وقال “مثل هذه المناسبات هي التي تخبرني بأنني عجوز”، واستطرد في شرح الأشياء التي يمكنه من خلالها معرفة أنه يكبر، فقال ساخرا “لم يعد يمكنني تحمل إطلاق النار ليلا بعد الآن، كما لم أعد أتذكر القاعدة الأولى من فيلم (نادي القتال)”.

وفي سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وفي معرض حديثه عن الموضة والقهوة والراحة، أثناء حفل رعايته إحدى العلامات التجارية الشهيرة، قال بيت لمحرر مجلة “إسكواير” (Esquire) الأميركية “أعتقد أن الأمر ببساطة أنك تتقدم في السن، وتصبح أكثر غرابة، وتصبح الراحة أكثر أهمية بالنسبة لك”؛ لذلك فهو “يركز على عائلته وجمعياته الخيرية وعمله؛ لتكون أولوياته الرئيسية في الوقت الحالي”، بعد مشوار حافل بالنجاحات.

لا للجامعة نعم للسينما

وُلد ويليام برادلي بيت في 18 ديسمبر/كانون الأول 1963، في مدينة شاوني بأوكلاهوما، وترعرع في سبرينغفيلد بولاية ميسوري، تلك المدينة التي ألهمت الكاتب والأديب الأميركي الشهير مارك توين حيث الكثير من التلال والبحيرات”.

ورغم أنه كان الأكبر من بين 3 أطفال في عائلة مسيحية جنوبية محافظة، بقيادة أب يعمل في مجال النقل، وأم تعمل مستشارة أسرية؛ وظل تلميذا ناشطا في فرق الجولف والسباحة والتنس، والمناظرات المدرسية والمسرحيات الموسيقية، فإن شغفه الشديد بالسينما دفعه لاتخاذ قرار جريء بمغادرة الجامعة قبل أسبوعين من تخرجه في تخصص الإعلان الصحفي، والتوجه إلى لوس أنجلوس، معتبرا إياها “بوابة إلى عوالم مختلفة بالنسبة له”؛ حيث تلقى دروسا في التمثيل وعمل في وظائف غريبة لمدة 7 أشهر، بين نادل يحمل المثلجات، ودمية دجاجة لتوزيع الإعلانات، وسائق لفنانات الاستعراضات، متخذا من عمله جسرا لتوصيله إلى عالم السينما والتمثيل، والحصول على وكيل وعمل منتظم.

الموهبة قبل الجاذبية

ظهر براد بيت سينمائيا أول مرة عام 1987، وشارك في 8 أفلام حتى عام 1990، بوصفه وجها جميلا من دون أن يلفت الأنظار، إلى أن حقق نجاحا مدويا عندما لعب دورا صغيرا لم يستغرق بضع دقائق لراعي بقر يتمتع بمزيج من كاريزما الولد الشرير الساحر والمرح في فيلم “ثيلما آند لويز” (Thelma & Louise) عام 1991. وأدى إلى توقعات -انتشرت على نطاق واسع بعدها- بأن وسامته ستكون تذكرة مروره إلى عالم النجومية، وهي الفكرة التي سرعان ما تبددت بعد فشله في فيلمين متتاليين في العام التالي 1992 مباشرة.

قبل أن يعود بسرعة لتعزيز مصداقيته في التمثيل، وإثبات أنه أكثر من مجرد وجه جذاب في هوليود، كما في فيلم السيرة الذاتية “النهر يمر من خلاله” (A River Runs Through It)، الذي أخرجه روبرت ريدفورد عام 1992؛ حيث مزج براد بيت بمهارة -في تجسيده شخصية بول ماكلين- بين السحر المذهل والتدمير الذاتي المتهور.

أكثر النجوم شهرة في هوليود

قفز بيت إلى دور البطولة مباشرة في فيلم “أساطير الخريف” (Legends of the Fall) عام 1994، مما فتح له باب الجوائز، وحدد مكانه بوصفه نجما أساسيا في هوليود، من خلال مسيرة فنية شملت نحو 90 فيلما، و19 عملا تلفزيونيا، ومسرحية واحدة، وحفلت بنجاحات أهدته جائزتي أوسكار، و118 جائزة أخرى، بالإضافة إلى 215 ترشيحا لجوائز مختلفة.

ليصبح واحدا من أكثر النجوم شهرة في العالم، بعد أن ظهر في العديد من الأفلام الناجحة، وسلك خطا مُتعرجا في طريق النجومية؛ من العنف العميق في فيلم “نادي القتال” (Fight Club) عام 1999؛ إلى الكوميديا الرومانسية والحركة في فيلمي “المدينة المفقودة” (The Lost City)، الذي يُنتظر عرضه في مارس/آذار القادم، و”القطار السريع” (Bullet Train)، المتوقع أن يُعرض في يوليو/تموز القادم أيضا.

عاشق الهندسة المعمارية

اختارت مجلة “بيبول” بيت ليكون “الرجل الأكثر جاذبية” مرتين عامي 1995 و1998، كما ظهر في قائمة مجلة “فوربس” لأقوى 100 شخصية من 2006-2008، وفي قائمة مجلة “تايم” (Time) الأميركية لأكثر 100 شخص تأثيرا في العالم عام 2007.

وأيضا أسس بيت مع أنجلينا جولي منظمة خيرية عام 2006، باستثمارات بلغت 8.5 ملايين دولارا، ومما لا يعرف عنه اهتمامه بالهندسة المعمارية، وكذلك لقاؤه مع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، ورئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي عام 2009، لعرض مفهومه عن الإسكان الأخضر.

المصدر : مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة