كاظم فنجان الحمامي: زحوفات بحرية لا يكترث بها أحد..
“زحوفات بحرية لا يكترث بها أحد
كاظم فنجان الحمامي
الصور المعروضة أمامكم تعكس موقف الدعامات الحدودية في مصب شط العرب لهذا اليوم الثلاثاء الموافق ٩ / ٢ / ٢٠٢١.
فقد أنشأت إيران محطتها الملاحية الأولى فوق حطام الرافعة العراقية الغارقة في منتصف مدخل شط العرب من جهة البحر، ثم باشرت بدق ركائز وقوائم فولاذية جديدة لتقيم عليها محطة أخرى في مكان مثير للقلق يجعل مصير ميناء خور العُميّة النفطي في مهب الريح.
وهكذا تستمر الزحوفات من هنا وهناك لإحراز المزيد من المكاسب الحدودية على حساب سواحلنا المنكمشة، وحدودنا البحرية المتراجعة، وذلك بسبب غياب الهيئة البحرية العراقية العليا. وبسبب عدم وجود من يسمع نداءاتنا المتكررة التي عرف بها القاصي والداني.
الطامة الكبرى ان ردود الأفعال الرسمية وغير الرسمية في العراق لا تستجيب هذه الأيام للنداءات الوطنية مهما بلغت قوتها وخطورتها، خصوصا بعدما أصبحت تلك المواقف أسيرة لأمراض التغليس والتجاهل، فتغافلت عن كل الخروقات والانتهاكات التي وقعت في مياهنا الإقليمية، وهكذا ظهرت فيها الألغام، وتعرضت فيها السفن للقرصنة، وطفت فوقها النفايات النفطية، وصارت مسرحاً مفتوحاً للمهربين والمتسللين. واختفت فيها هيبة الدولة. وكان الله في عون رجال القوة البحرية ورجال خفر السواحل الذين صار شغلهم الشاغل معالجة هفوات الأغبياء والعابثين.”