اراء و أفكـار

شتــــــان…


بين الحر والعبد ف الأول عاش ابيا حاملا كرامته على هامته مستقل الفكر والقرار ، اما الاخر عاش ذليلا تلاطمه الأمواج بكل اتجاه ارتضى ان يكون أداة لغيره..
-بين المانح و الشحاذ ف الأول غني نفس وجد اللذة في العطاء ،اما الثاني شحيح نفس لا تشبع لو طوقته ذهب ومرجان ..
-بين المحب والحقود ف الأول اشترى راحته وسلامته وقام ببث الحب و الأخير اختار الكره والمرض يستوطن قلبه ليموت غيضا..
-بين الطبيعي و المصطنع ف الأول عاش طبيعيا بلا تكلف في حديثه وافعاله فيأسر القلوب بعفويته اما الثاني مسكين اخذ التمثيل والتزييف سبيلا فلا يصل الى مبتغاه للابد وبالنهاية تحترق جميع اقنعته ..
-بين العالم و الجاهل ف ذو العلم متنور مطلع لا ينطلي عليه امر عكس الجاهل الذي اختار عيش البهائم ..
-بين اللين والقاسي ف الأول يدخل القلب دون استئذان كلامه هين لا يثقل بالكلام والفعل ،اما الثاني تراه حجرا صلدا لا يشفق حتى على نفسه بحجة الدنيا جعلتني هكذا!!
-بين الشاكر و الجاحد ف الأول ممتن لكل شيء في حياته ولو كان قليلا وبسيطا وتراه راضيا جميل النفس ، اما الثاني فتراه ذا نعم كثيرة لكنه لا يراها يطلب المفقود دائما ولا يتمتع بالموجود ..
-بين الوفي والناكر ف الأول لا ينسى معروفا قدمته ولو كان ابتسامة او نصيحة ، اما ناكر الجميل فمنزلته كالمنافق او اشد وطئا ..
-بين الغالي و الرخيص ف الأول عرف قيمته ولم يساوم على مبادئه ، اما الاخر ارتضى لحاله الدونية لم يضع لنفسه اعتبارا..
-بين الأصيل و الطارئ ف الأول لا يغيره شيء مهما حصل بحجة الظروف او غيرها فلا يظهر الا الطيب فمعدنه نفيس وهو من القلة حاليا ،اما الاخر مدعي الاصالة نسمة هواء كفيلة بأن تعريه وتخرج معدنه الصدئ فلا يوجد انسان يتغير كل ما هنالك في الامر تظهر حقيقته في المواقف …
وأخيرا أقول ..
كن سماويا ولا تكن ارضيا ف الأول اختار تمام الغايات و اشرفها وهي رضى الرحمن وهو يحوي جميع ما سبق من الصنف الأول ، اما الأخير يعيش متخبطا ضائعا يفنى عمره برضى المخاليق الذين لا يضروه ولا ينفعوه الا بأذن ربهم … ف شتان بين الثرى و الثرية !!!

كتبها عـمــر ربـيـــع
في الاول من ايلول 2020

مقالات ذات صلة