اراء و أفكـار

{ الغــالـــي و النـفيـــــس }


اصبح من المستغرب في زمننا الحالي ان يكون للشخص اراءه وافكاره المستقلة التي يؤمن بها ومن النادر أيضا ان نرى او نشاهد استقلالية تامة لمؤسسة او وسيلة إعلامية ما.. غالبا ما تتبع الممول وتوجهاته ان من الخطورة في مكان ان تصادر منك اهم ابجديات الحياة وهي الحرية التامة في الاختيار والحكم على الأشياء دون تأثير او اذعان لرغبات معينة … ان الذي قلب الموازين وسمح للأخرين في التدخل و فرض أفكار واجندات معينة هو نفسك انت !!!
لأنك ببساطة سمحت لتسلل الأفكار اليك من حيث تعلم او لا تعلم ولم تضع حدا لذلك … وهنا حمايتك الأقوى والافضل هي تكمن بأثراء الفكر وزيادة الوعي والاعتداد بالرأي و عدم القبول قبل الاقتناع والتبني لأي شيء .. فأنت سيد نفسك و استقلاليتك تعني انسجامك مع الطبيعة البشرية وطبيعة الكون انت ليس لك شبيه وروحك واحدة وعمرك واحد فهل انت مستعد ان ترهق نفسك بأمر او فكرة ربما تكون مناقضة تماما لما تؤمن به؟ انت لك حياتك الخاصة التي ستعيشها مرة واحدة فقط وانت أيضا اهم نواة في الخليقة جمعاء لذلك كن نفيسا و واعيا فأنت محور الكون ليس من المعقول ان تكون رخيصا بكل حال من الأحوال!!!
كم شخص تراه للوهلة الأولى تبهرك اناقته وكلامه وحتى منصبه بعد فترة من الزمن تكتشف انه مجرد فقاعة لا اكثر وهو مجرد انسان باع مبادئه وضميره فلا تتعجب من أي شخص ولا تحكم عليه حتى ترى مواقفه وثباته على رأيه ومنطقه السليم ..
الحياة متخومة بالرخيصين حاليا ومتسيدين المشهد مع الأسف لكن في النهاية لا يبق الا الثمين النافع الذي عرف قيمة نفسه ولم يساوم ابدا مقابل آرائه او فكره او معتقده او وطنه ولم يرض بمصادرة حريته تحت أي مسمى كان …
في النهاية انت من تقيم نفسك وانت من تضع حد لكل شاري وتذكر انت أصلا لا تُقيم في كل حال من الأحوال …

عـمــر ربـيـــع

مقالات ذات صلة