{قوة الكلمة}..
هل تعلم ان لكلماتك قوة خارقة وعجيبة وقد يستمر مفعولها دهرا..
ان الكلمة التي تخرج لن تعود ابدا فهي كالعمر لا يمكن ارجاعها ولو حاولت لن يكون للكلمات المرممة ذات أهمية تذكر .. ان سماع كلمة ما كفيلة بتغيير نفسيتك ومزاجك وبالتالي سلوكك فالحرص مهم جدا في انتقاء الكلمات قبل التفوه بها واطلاقها … فالكلمة هي التي تحرك ما تراه امامك من مشاهد مختلفة في الحياة على مستوى الفرد وصولا لتعاملات الدول وخطابات الأمم ورسائلهم فهي الوسط الناقل لكل ما نضمر ولكل ما نريد ان يكون فلولا الكلمة لما كانت حيوية وديمومة وانطباع وتعبير عن شعور فهي ترجمة لكل ذلك …
الكلمة لها من القوة ما قد تنشب الحروب ولها من التأثير ما تلمس السلام في مكان مليء بالصراعات .. يقال ان في ليلة شديدة البرودة ، واثناء دخول الملك قصره ،رأى حارسًا عجوزًا اما باب قصره ، يرتدي ملابس رقيقة بالية ، ويرتجف بدنه من شدة البرد .
تعجب الملك من حال الحارس فدنى منه وقال له : ألا تشعر بالبرد وانت ترتدي هذه الملابس الرقيقة ؟
ردّ عليه الحارس: بلى يا مولاي ، البرد قارس جدا للحد الذي بت لا اشعر ببعض بدني من قسوته ، ولكنّي فقير الحال و لا أملك لباساً دافئاٍ، ولا مناص لي من تحمّل هذا العناء
فقال له الملك: ان الان داخل الى القصر ، وسارسل لك مع بعض خدمي ملابس تقيك هذا العناء
فرح الحارس بالوعد الذي اعطاه اياه الملك، وبدأ يصبر نفسه ان الملابس الدافئة ستصله بعد هنهة ، لكن الوقت طال وطال انتظار الحارس ، ولم يأته احد بالملابس التي وعده اياها الملك ، فقد دخل الملك قصره ، ونسي امر الحارس المسكين وغفل عن الوعد الذي قطعه على نفسه .
في الصباح الباكر ، عثر حراس القصر على الحارس جثة هامدة ، حيث فارق الحياة ، وترك ورقة الى جواره يعاتب فيها الملك ، كتب فيها بخط مرتجف: ” أيّها الملك، لقد كنت أتحمّل البرد كل ليلة صامدًا لا يثنيني ، و لكن وعدك الذي وعدتني اياه سلب منّي قوّتي وقتلني ”
هذه قصة قصيرة لقوة الكلمة واطلاق الوعود والايفاء بها …
فلنعمل على بث الكلمات الطيبة النافعة المطمئنة التي توقد الضوء في عتمة النفوس و لنكن مفاتيح خير ومحاضر خير أينما حللنا و ارتحلنا فالكلمة باقية لا تمحى مابقي الدهر فكم من كلمة جبرت قلوب منكسرة و اطفأت فتن عظيمة وكم من كلمة كانت كالسيف والسم الزعاف الذي يردي سامعيه ..
اللهم ارزقنا الطف الكلمات واثمنها واجعلنا بلسما شافيا لكل من مررنا به..
عـمــر ربـيـــع