تكنولوجيا

خصخصة الفضاء .. ناسا تختار شركتي بيزوس وماسك لبناء مركبات قمرية جديدة

اختارت وكالة ناسا ثلاث شركات فضائية خاصة لقيادة عملية تطوير مركبات قمرية لعمليات الهبوط القادمة على القمر، في حين رفضت عرض شركة بوينغ العملاقة دون إبداء الأسباب.

وقال الكاتب ستيوارت كلارك في مقاله الذي نشرته صحيفة “غارديان” البريطانية، إن وكالة ناسا أعلنت يوم الخميس أن الشركات الثلاث هي “بلو أوريجن” التي تعود ملكيتها للمدير التنفيذي لشركة أمازون جيف بيزوس، و”سبايس إكس” لإيلون ماسك، و”داينيتيكس” التي تتخذ من هانتسفيل مقرا لها.

وقدمت شركة الطيران العملاقة بوينغ عرضا لناسا ولكنها لم تكن ضمن المرشحين الثلاثة، ورفضت ناسا التعليق على أسباب استبعاد بوينغ في المؤتمر الصحفي.

وستحمل المركبة القمرية رواد الفضاء من مدار القمر إلى سطحه، ثم تعود بهم إلى الأرض مرة أخرى.

وتبلغ قيمة العقد المبرم مع شركة “بلو أوريجن” 579 مليون دولار، في حين بلغت قيمة الصفقة المبرمة مع “سبايس إكس” 135 مليون دولار، وأما “داينيتيكس” فستحصل على 253 مليون دولار.

وأشار الكاتب إلى أن وكالة ناسا حددت في السابق معايير بناء المركبة الفضائية. أما الآن، فقد أضحت تتعاون بشكل أكبر مع شركات الطيران الصغيرة التي طورت طرقا جديدة وأكثر فعالية من حيث التكلفة لبناء أجهزة الفضاء.

وقال مدير وكالة ناسا جيم برايدنستاين إن “هذه الشركات الثلاث تمتلك الكثير من القدرات التي ستمكننا من الوصول إلى القمر”. وفي الوقت الحالي، تتنافس الشركات الثلاث لمعرفة من يمكنه تطوير مقترحات ناجحة، حيث اتخذت كل شركة نهجا مختلفا.

فشركة “بلو أوريجن” تقترح صنع مركبة هبوط على ثلاث مراحل، تتخلى فيها عن محركات الهبوط على سطح القمر لتخفيف الحمل عندما يحين وقت العودة إلى الأرض.

في المقابل، ترغب شركة “سبايس إكس” في استخدام المركبة “ستارشيب” الفضائية ذات الأغراض العامة، وتقول إنه يمكن استخدامها أيضا في مهمات المريخ.

أما “داينيتيكس”، فهي تخطط لتطوير مركبة هبوط مبتكرة يمكن إطلاقها من أي صاروخ.

وستكون عمليات الهبوط المقررة بمثابة التجربة الثانية التي يسير فيها رواد الفضاء على سطح القمر بعد هبوط أبولو الذي حدث في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات.

وأشار الكاتب إلى أن برنامج ناسا الحالي يُعرف باسم “أرتميس”، نسبة إلى أخت أبولو التوأم وإلهة القمر في الميثولوجيا الإغريقية. ومن المقرر أن تهبط أول امرأة على القمر بحلول عام 2024.

وكانت ناسا قد دعت إلى بناء محطة فضائية على القمر تسمى طريق البوابة (Gateway)، تسبق المرحلة النهائية للنزول على القمر بأربع سنوات، وتعتبر محطة إرساء أولوية لرواد الفضاء، قبل الانتقال إلى مركبة الإنزال والإقلاع إلى سطح القمر.

ولكن مايك بنس نائب الرئيس الأميركي أمر وكالة ناسا في مارس/آذار 2019 بتسريع جهودها في مدة لا تتجاوز أربع سنوات، في حين اعتبر توجيها ذا دوافع سياسية لجعل الهبوط يتزامن مع نهاية الولاية الثانية المزعومة لدونالد ترامب في البيت الأبيض.

ولتحقيق هذا البرنامج في هذه الفترة الوجيزة المحددة، قالت وكالة ناسا في مؤتمر عُقد يوم 30 أبريل/نيسان الماضي إنه من المحتمل أنها ستضطر لإلغاء مخطط البوابة القمرية بالكامل لأول هبوط.

وسيتطور هذا النهج السريع إلى برنامج الهبوط على القمر المستدام لعام 2028، المخطط له مع شركاء دوليين مثل وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية.

وخلال المؤتمر الصحفي، قال برايدنستاين إنه تحدث إلى الأطراف السياسية التابعة للجانبين وحصل على دعم واسع من الحزبين لتحقيق جهود بلوغ القمر. لكن يتعين على الكونغرس الموافقة على ميزانية وكالة ناسا، التي ينبغي أن ترتفع بمقدار ثلاثة مليارات دولار في عام 2021 لدعم تطوير الهبوط على سطح القمر، علما أن ميزانية وكالة ناسا لعام 2020 تبلغ 22.6 مليار دولار.

مقالات ذات صلة