ثقافة وفن

في ظل كورونا .. الفلسطينيون ينظمون ندوات ثقافية إلكترونية

 عزيز العصا يدير الندوة بتنظيم وقت الحديث والمداخلات والتساؤلات من منزله في بيت لحم (الجزيرة)

 

بدا الشوق واضحا على محيا عدد من أعضاء الهيئة الاسلامية العليا ونادي الموظفين في القدس عندما التقوا في اجتماعهم الإلكتروني، استعدادا لندوة ثقافية هي الأولى لهم خلال شهر رمضان المبارك.

اختار المنظمون “صلاة التراويح خلال شهر رمضان في ظل جائحة كورونا” عنوانا لهذه الندوة التي كان المتحدث الرئيس فيها الشيخ د. محمد سليم محمد علي خطيب المسجد الأقصى المبارك، وقدم لها رئيس الهيئة الشيخ د. عكرمة صبري.

توظيف التقنيات
كانت لقاءات الهيئة بالتعاون مع نادي الموظفين في القدس من خلال ندوات وجاهية تنظم منذ سنوات طويلة في المدينة المحتلة، ولكن إرغام كورونا الناس في كل مكان على الالتزام بمنازلهم جعلهم يستغلون التقنيات المتاحة للتواصل والاتصال.

واعتبر عزيز العصا -مسؤول الثقافة والإعلام في الهيئة رئيس الدائرة الثقافية في نادي الموظفين والموجود في بيت لحم- أن اللقاءات الإلكترونية ليست جديدة، وإنما هي ضمن الطرق التي تُستخدم في التعليم والتثقيف والاجتماعات للمؤسسات المختلفة.

لكن هدف اللقاءات الثقافية هنا هو التثقيف والتوعية، من خلال تنوع المواضيع التي يتم طرحها، والتي ستركز خلال شهر رمضان على العبادات، كالصلاة والصيام والزكاة، في ظل أزمة كورونا.

مقدسيون على الإنترنت
تستهدف اللقاءات الإلكترونية –حسب العصا- الإنسان المقدسي بشكل خاص، والفلسطيني والعربي بشكل عام، ومع الإنترنت المفتوح حول العالم، أصبح يشارك في هذه الندوات أشخاص من مختلف دول العالم كالعراق ولبنان والجزائر والمغرب وفرنسا وبلجيكا وغيرها.

كما تستهدف اللقاءات أيضا إبقاء المقدسي قويا في مواجهة المحتل، وتثقيفه وتوعيته تجاه قضاياه الخاصة وقضايا الأمة، ويزداد هذا التحدي في ظل أزمة كورونا لتوجيه المجتمع لمواضيع ومجالات مختلفة تهمه.

يعدد العصا للجزيرة نت أشكال محاضراتهم التي تتنوع بين ثقافية ودينية وعلمية وطبية، وتم الإعلان عن سبعة لقاءات خلال شهر رمضان الفضيل، يتم من خلالها استضافة متحدث مختص في كل موضوع، ومن ثم الإعلان عن موعد اللقاء لحشد الجمهور للمشاهدة والتفاعل.

يبدأ المتحدث المختص -بعد تقديمه من قبل مدير الندوة بما يناسب جوهر موضوع- الندوة بالحديث بين  15-20 دقيقة، ثم يبدأ النقاش والتفاعل.

وقبل البدء بطرح الأسئلة بدا أحد المشاركين متأثرا بعد رؤيته إمامين من أئمة المسجد الأقصى المبارك بسبب انقطاعه عن الصلاة بالمسجد في ظل جائحة كورونا، داعيا الله تعالى أن تعود الصلاة في المسجد الأقصى، كما اعتبرت متحدثة أخرى أن كورونا كجائحة يمكن أن تجعل هناك إماما للصلاة في كل منزل.

كسب الوقت
ويرى الشيخ د.محمد سليم أن هذه المنصة تفتح المجال للمختصين في المجالات المختلفة لإيصال أفكارهم ومعلوماتهم للناس أينما كانوا في ظل الحجر عليهم، ورغم إشادته بالتطبيقات الإلكترونية التي تتيح الاتصال والتواصل عبر الإنترنت، فإنه يفضل اللقاءات المباشرة التي يتفاعل الجمهور معه فيها.

أما الشيخ د.عكرمة صبري -خطيب المسجد الأقصى رئيس الهيئة الإسلامية العليا- فاعتبر اللقاء الإلكتروني استثمارا للوقت الوفير بسبب الحَجر داخل المنازل، داعيا عبر الجزيرة نت الناس خلال الشهر الفضيل إلى استثمار أوقاتهم -من خلال الجانب الإيجابي للتكنولوجيا- والاستفادة من المحاضرين والمختصين.

ويرى خطيب الأقصى رئيس الهيئة الإسلامية العليا أن الاحتلال وكورونا هما سببان رئيسان في احتجاز الناس بمنازلهم خاصة في مدينة القدس المحتلة.

وبمجرد الانتهاء من الإجابة عن أسئلة المشاركين، شرع حمدي صغيّر أحد منظمي الندوة والمشرف الإلكتروني عليها بتجهيزها للبث عبر منصات التواصل الاجتماعي، كي يتسنى للجمهور العام الاطلاع عليها والاستفادة من قضاياها المعروضة.

مقالات ذات صلة