تكنولوجيا

خلل في آيفون وآيباد سمح للمتسللين بسرقة البيانات

تخطط شركة آبل لإصلاح الخلل الذي قالت شركة أمنية إنه ربما ترك أكثر من نصف مليار جهاز آيفون عرضة للاختراق بواسطة ما يسمى “هجوم يوم الصفر”.

واكتشفت الخطأ -الذي يوجد أيضًا على أجهزة آيباد- شركة “زيك أوبس” (ZecOps)، وهي شركة تحقيقات أمنية رقمية مقرها سان فرانسيسكو، بينما كانت تحقق في هجوم إلكتروني معقد ضد عميل وقع أواخر العام 2019.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “زيك أوبس” زوك أفراهام إن خبراءها وجدوا أدلة على استغلال الثغرة الأمنية في ما لا يقل عن ست عمليات اختراق للأمن السيبراني.

واعترف متحدث باسم آبل بوجود ثغرة في برنامج آبل للبريد الإلكتروني على أجهزة آيفون وآيباد والمعروفة باسم “تطبيق البريد”، وأن الشركة قد طورت حلا لهذا الخلل سيُطرح في التحديث القادم على ملايين الأجهزة التي تم بيعها عالميا.

ورفضت آبل التعليق على بحث “زيك أوبس” الذي نشر يوم الأربعاء، والذي يشير إلى أن الخلل يمكن أن يكون أنشئ عن بعد، وأن المتسللين قد استغلوه بالفعل ضد المستخدمين.

وقال أفراهام إنه وجد أدلة على أن برنامجا ضارا يستغل الثغرة الأمنية في نظام تشغيل الهواتف المحمولة التي تعمل بنظام “آي.أو.أس” منذ يناير/كانون الثاني 2018، لكنه لم يتمكن من تحديد هوية المتسللين.

وأوضح أنه لتنفيذ الاختراق يتم إرسال رسالة بريد إلكتروني فارغة -على ما يبدو- من خلال تطبيق البريد إلى الضحايا، مما يمكنه من تعطيل وإعادة ضبط الهاتف. وفتح الحادث الباب أمام المتسللين لسرقة بيانات أخرى على الجهاز، مثل الصور وتفاصيل الاتصال.

وأضاف أفراهام -وهو باحث أمني إسرائيلي سابق- أنه يشتبه في أن تقنية القرصنة كانت جزءًا من سلسلة من البرامج الخبيثة غير المكتشفة، والتي كان يمكن أن تمنح المهاجم وصولا كاملا عن بعد.

وقد وجدت الشركة الأمنية أن تقنية اختراق تطبيق البريد تم استخدامها ضد عميل في العام الماضي.

ووصف أفراهام العميل المستهدف بأنه “شركة تكنولوجيا في أميركا الشمالية”، لكنه امتنع عن تسميته. كما عثروا على أدلة على هجمات ذات صلة ضد موظفي خمس شركات أخرى في اليابان وألمانيا والمملكة العربية السعودية وإسرائيل.

واستند أفراهام في معظم استنتاجاته إلى بيانات من “تقارير الأعطال”، والتي يتم إنشاؤها عند فشل البرامج في منتصف المهمة على الجهاز. ووجد باحثان أمنيان مستقلان راجعا اكتشاف “زيك أوبس” أن الأدلة ذات مصداقية.

وقال باتريك واردلي خبير الأمن في آبل والباحث السابق لوكالة الأمن القومي الأميركية، إن الاكتشاف “يؤكد ما كان دائما نوعا من السر الذي تم الاحتفاظ به بشكل سيئ إلى حد ما، أن الخصوم الذين يتمتعون بموارد جيدة يمكنهم إصابة أجهزة آي.أو.أس التي تم تصميمها بالكامل عن بُعد وبصمت”.

ونظرًا لأن شركة آبل لم تكن على علم بخلل البرامج حتى وقت قريب، فإن هذا الخلل ينذر بهجوم “يوم الصفر”، وهو استغلال نقاط الضعف غير المعروفة في برمجيات لشن هجومات إلكترونية، إلى حين تعرف المطورين على الخلل وإصلاحه، وهو ما يشار إليه باسم “يوم الصفر”.

هجوم “يوم الصفر” يعتبر الآن ذا قيمة كبيرة للحكومات والمقاولين الذين يقدمون خدمات القرصنة. ويمكن أن تبلغ تكلفة استغلال ثغرات البرامج التي تعمل على الهواتف الحديثة دون علم المستخدمين أكثر من مليون دولار.

وبينما يُنظر إلى آبل -وبنسبة كبيرة- على أنها في صناعة الأمن السيبراني تتمتع بمعايير عالية للأمن الرقمي، فإن أي أسلوب اختراق ناجح ضد آيفون يمكن أن يؤثر على الملايين بسبب الشعبية العالمية للجهاز. وفي العام 2019، قالت الشركة إن هناك حوالي 900 مليون جهاز آيفون قيد الاستخدام النشط.

مقالات ذات صلة