اراء و أفكـار

برهم صالح ومنهج “تصفير المشكلات”

حمزة مصطفى
الذي تابع المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيسين برهم صالح وحسن روحاني لابد أن يقف حيال ماتطرقا اليه بخصوص الصراعات الإقليمية والدولية ودور العراق فيها لأغراض “التهدئة” وهي مفردة ذات دلالة إستخدمها الرئيس روحاني أو لجهة حياد العراق الإيجابي لجهة ماتعانيه المنطقة من صراعات. لا أريد التطرق الى الإطار الثنائي للعلاقات العراقية ـ الإيرانية سواء على صعيد الموقف من الإرهاب أوالملفات “العالقة” بين الطرفين والتي لاتزال تمثل نقاط خلاف “إتفاقية الجزائر على سبيل”,بل ما أود التركيز عليه هو البعد الإقليمي والدولي.
من المعروف أن رئيس الجمهورية الدكتوربرهم صالح ركز منذ توليه منصبه العام الماضي سواء عبر اللقاءات التي أجراها مع الزعماء العرب والإقليميين في بغداد أوفي العواصم التي زارها أومن خلال مؤتمرات أو تصريحات صحفية ركز على مفاهيم التعايش بين دول المنطقة تمهيدا لـ “تصفير المشكلات” على خطورة بعضها وربما إشكاليته. كما بعث رسائل الى مختلف الأطراف بمن في ذلك الأميركان أو سواهم من الفاعلين الإقليميين وبالدرجة الأساس القوى الإقليمية الثلاث المؤثرة في العراق سلبا أو إيجابا وهي إيران والمملكة العربية السعودية وتركيا بأن سياسة العراق تقوم على عدم الإنجرار الى سياسة المحاور لكن دون أن يترتب على ذلك إنعزالية تجعل من العراق صندوقا مقفلا حيال الآخرين لأن هذا غير ممكن من الناحية العملية.
وإذا تتبعنا زيارات الرئيس صالح الإقليمية والدولية ركزت على مثل هذه المفاهيم مع بدء تعاطي إيجابي معها من قبل كل الفاعلين الإقليميين والدوليين بمن في ذلك فرنسا وتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقائه الرئيس صالح في الأليزيه. اليوم وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع روحاني أستطيع القول أن هذه السياسة بدأت تعطي أكلها لجهة إحترام الثوابت في العلاقات الثنائية مع التركيز على ماهو مشترك في العلاقات الإقليمية والدولية علما أن دائرة المشتركات بدأت تتسع. لنتابع مجريات المؤتمر لجهة أهم المفاهيم التي جرى التطرق اليها. الرئيس صالح قال أن “تحقيق الأمن يتطلب التعاون مع ايران ودول المنطقة” مشيراً الى أن “بغداد تمثل ملتقى لدول المنطقة وعازمون على التعاون مع الجميع”. ايضا أكد الرئيس صالح “آن الاوان للمنطقة أن تزدهر إقتصاديا من خلال التعاون المشترك” مبينا “لا نريد للعراق ان يكون ساحة للصراع الاقليمي او الدولي”. في المقابل ماذا قال الرئيس روحاني؟ قال “لن نستغني عن العلاقات مع العراق ونريد تطويرها أكثر”. الأهم قوله “لم أجد في مباحثاتي مع الرئيس صالح أي نقطة خلاف بين البلدين”.وأضاف “هناك مجالات واسعة للتعاون المشترك بين البلدين”. أيضا أكد أن “العراق دولة مهمة في المنطقة “. الأكثر أهمية قوله ان “وقوفنا مع العراق لا يعني ذلك إننا ضد الاخرين، والذي يهمنا هو إستقرار العراق وأمنه وديمقراطيته فالعراق الآمن والمستقل والمستقر له دور كبير في أمن واستقرار المنطقة”.
هذه المسائل وسواها تمثل البداية التي يتوجب على الدبلوماسية العراقية العمل عليها مع كل دول المنطقة. فالعراق عاد رقما صعبا هذا اولا. ودول المنطقة بدأت تنظر الى العراق لجهة الدور لا الوظيفة. الرسائل التي وصلت الى الأميركان حتى على صعيد رؤية العراق للحصار الإقتصادي على إيران أو ماتخطط له اميركا حيال إيران برغم تأكيدات ترمب أنه لاينوي ضرب إيران. العراق يحتاج الى تعزيز دوره في المنطقة ولم يعد موظفا عند أحد أويمكن أن يدخل في جيب أحد.

مقالات ذات صلة