أراض سكنية للمواطنين مجانا … ولكن
حسين عمران
كل الذي اتمناه الا تكون وعود الحكومة بتوزيع أراضي سكنية للمواطنين مجانا هي بمثابة حقن مورفين لتهدئة المواطنين الذي يحلمون بامتلاك ولو 100 متر في ارض الرافدين !
تذكرت في بداية كتابة همساتي هذه ما قاله وكيل وزارة الإسكان قبل نحو 10 سنوات بان ازمة السكن في العراق لن تجد لها حلا حتى ولو بعد 50 عاما !!
تعود الى وعد الحكومة حيث تقرر توزيع أراضي سكنية في كل المحافظات على المواطنين مجانا وسيكون لساكني العشوائيات أولية في التوزيع ، في حين كان احد النواب اكثر وضوحا حينما قال ان المواطنين الفقراء سيحصلون على قطع أراضي سكنية بمساحة 150 مترا مجانا ، ولبقية المواطنين قطع أراضي بمساحة 200 متر بأسعار رمزية ، وياتي ذلك تنفيذا لتوجيهات رئيس الوزراء عادل عبد المهدي باطلاق مشروعه السكني الكبير والتي سيتم خلال 6 اشهر الانتهاء من توزيع الأراضي السكنية على عموم المواطنين ، ولكن ..
نقول …. ولكن هل سيتم القضاء على ازمة السكن من خلال توزيع الأراضي السكنية فقط على المواطنين ؟
ان احد اهم أسباب عدم توزيع الأراضي السكنية على المواطنين سابقا ، هي عدم إمكانية الدولة توفير خدمات البنى التحتية للمناطق التي سيتم فيها توزيع الأراضي السكنية ، ونقصد بالبنى التحتية خدمات الماء والكهرباء والمجاري وتبليط الشوارع وغيرها من الخدمات الأساسية .
لكن … مهلا قبل التفكير بتوفير خدمات البنى التحتية لتلك الاراضي السكنية ، نسال كيف سيتمكن المواطنون الفقراء ومحدودو الدخل من بناء بيوتهم وهم لا يملكون شروى نقير كما يقول المثل ؟!
المصارف الحكومية لا تمنح القروض الا بعد الحصول على ضمان موثوق قد يكون عقار ، او كفيل براتب مغري لاجل الموافقة على منحه القرض ، لكن كيف سيتمكن المواطن الفقير من الحصول على القرض الحكومي ، اذ كان الموظف المضمون لا يستطيع الحصول على قرض المصارف الحكومية الا بـ ” شق الانفس ” ؟ فكيف الحال مع المواطن الفقير ؟
اذن … الخطوة الأولى لانجاح هذه المبادرة هي توزيع المنح او القروض للمشمولين بتوزيع الأراضي السكنية عليهم ، ومن ثم تاتي مرحلة البناء والتي قيل كما جاء في مبادرة رئيس الوزراء سيتم الاستعانة بالجهد العسكري في تشييد البنى التحتية ، وهي خطوة جبارة فيما لو تم تنفيذها بالشكل الصحيح ، ولنا في تجربة مصر افضل مثال حينما ساهم الجيش المصري بتوسيع مجرى نهر النيل بجهد كبير كان له الأثر الكبير في انجاز المشروع باقل الكلف واسرع مدة وبافضل المواصفات .
ونقول أيضا ما دامت الحكومة عندها النية بزج الجهد العسكري في تشييد البنى التحتية نقول متساءلين لماذا لا يتم الاستعانة بالجهد العسكري في تشييد المجمعات السكنية ، اذ ان ذلك سيكون اسهل واسرع في إنجاح مبادرة رئيس الوزراء في توفير السكن الملائم للمواطنين .
لكن اذا ما تم فعلا تنفيذ المجمعات السكنية نتمنى الا يكون مثل مجمع بسماية السكنية الذي مضى عليه سنوات طويلة دون انجاز ولو ” ربع ” المشروع !
أخير … نقول لا تمنحوا المواطنين حقن مورفين بدلا من تنفيذ الوعود بمنحهم بيوت سكنية ان لم نقل أراضي سكنية .
“المشرق”