اراء و أفكـار

أمنيات فقراء العراق في عامهم الجديد

حسين عمران

اليوم الاثنين نودع عام 2018 ويوم غد الثلاثاء نستقبل العام 2019، وبهذه المناسبة يحق ان نسأل عن أمنيات العراقيين في العام الجديد.
نعم.. هي امنيات بسيطة وصغيرة، وربما يعتبرها البعض من البديهيات التي يجب ان يتمتع بها أي مواطن في دولة فقيرة وليس دولة غنية كالعراق، امنيات صغيرة لكن من الصعب تحقيقها حتى ولو في العام 2020!
لن نتحدث عن امنيات التعيين او شراء دار سكن او السفر للترفيه، فهذه امنيات صعبة المنال ان لم تكن مستحيلة!
أقول.. لو سألت أي عراقي ما الذي تتمناه في العام الجديد، لكانت الإجابة بدون تردد أتمنى توفير الامن والاستقرار أولا.
وقبل ان نتحدث عن ثانيا، نقول.. العراقيون يتمنون الامن والاستقرار مع استمرار عمليات الخطف والسرقات برغم وجود اكثر من مليون عنصر أمني موزعين بين وزارتي الدفاع والداخلية، وبرغم ذلك فلا أمن متوفرا ولا استقرارا!
ولو اعدت السؤال ثانية على العراقيين ما الذي تتمنوه في العام الجديد، لكانت الإجابة توفر الكهرباء وديمومتها!
وحينما يتمنى العراقي توفر الكهرباء فذلك لما عاناه طيلة 16 عاما من تذبذب الكهرباء وعدم ديمومتها خاصة خلال فصل الصيف برغم علمه ان اكثر من 30 مليار دولار صرفت على الكهرباء دون أي تحسن او حتى دون استقرارها، اذ مع كل صيف تزداد ساعات القطع حتى تصل في بعض الأحيان الى 20 ساعة في اليوم، في حين تتوفر الكهرباء في بعض احياء بغداد لمدة 24 ساعة في اليوم، لان وزارة الكهرباء تمارس التفرقة في توزيع الكهرباء من خلال مشروعها الفاشل “الخصخصة” لمنحها 24 ساعة في اليوم للاحياء الغنية التي يمكنها دفع قائمة الأجور، اما الاحياء الفقيرة فمحرومة من استمرار الكهرباء برغم انهم يتمنون شمولهم بـ”الخصخصة”!
لكن ماذا بعد من امنيات العراقيين في عامهم الجديد؟
انهم يتمنون توفير الماء، اذ برغم اننا في فصل الشتاء الا ان ماء الاسالة ينقطع أحيانا حتى في حنفية الحديقة التي لا ترتفع اكثر من عشرة سنتمترات، فكيف الحال مع المغسلة مثلا، او الطابق الثاني، وحينما نسأل لماذا هذا الانقطاع في ماء الاسالة برغم اننا نعيش في بلاد الرافدين تكون الإجابة، لان الكهرباء الوطنية غير متوفرة في محطات التصفية، برغم ان هناك توجيها لكل مؤسسات الدولة بضرورة توفير المولدات لتشغيلها في حالة انقطاع الكهرباء الوطنية!
وماذا بعد عن امنيات العراقيين في عامهم الجديد، أقول انهم يتمنون ان تعود بغداد الى رونقها والقها، وليس كما هو الحال حيث تحتل لقب “أسوأ مدينة في العالم” وللعام الرابع على التوالي!
وحينما نسأل عن السبب ياتينا الجواب من امينة بغداد التي قالت الأسبوع الماضي، بان الأمانة تعتمد على التمويل الذاتي، برغم علمنا ان هناك ميزانية ضخمة لامانة بغداد، وبرغم علمنا ان إيراداتها من خلال الرسوم كبيرة جدا هي الأخرى، ولكن لا خدمات ولا نظافة في العاصمة بغداد الحبيبة، والحال كما هو في اغلب محافظات العراق التي تشكو من انعدام النظافة.
هل رأيتم امنيات العراقيين في عامهم الجديد، انها امنيات بسيطة وصغيرة ولكن تحقيقها صعب مع وجود الفاسدين وما اكثرهم.

“المشرق”

مقالات ذات صلة