اراء و أفكـار

التجنيد الإلزامي واستقرار العراق

د. سعدي الابراهيم

لقد كانَ للجيوش الدور المحوري في الحفاظ على امن الدول واستقرارها، وهيبتها على الصعيد الداخلي والخارجي. والدولة التي يضعف جيشها سرعان ما تنهار وتفقد السيطرة على زمام الأمور. لذلك فأن الكثير منها يولي هذه المؤسسة أهمية بالغة، ويعتبر التجنيد الإلزامي جزءا من الواجب الوطني الذي ينبغي ان يؤديه كل مواطن للبلاد.
يعتبر العراق من بين الدول التي اعتمدت في تكوين جيشها على التجنيد الإلزامي، وكان لذلك الجيش دور كبير في كل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. واستمر هذا الحال حتى عام 2003، عندما أقدم الحاكم المدني بول بريمر على اتخاذ قرار بحل الجيش. فبقيت البلاد فترة طويلة بدون وجود مؤسسة تحميها. الأمر ساعد على انتشار العنف والإرهاب في جميع أنحاء البلاد. إن العودة إلى نظام التجنيد الإلزامي، سيوفر للبلاد فوائد كثيرة، لعل من أهمها، الآتي:
1– تعزيز قوة المؤسسة العسكرية: بالرغم من التطور الكبير الذي شهدته المؤسسة العسكرية العراقية، بالأخص بعد عام 2015، إلا أنها ما زالت تحتاج إلى المزيد من القوة، كي تكون قادرة على مواجهة أي تحديات قادمة، وتعتبر الخدمة الإلزامية احد مصادر القوة المرتقبة.
2– تعزيز الوحدة الوطنية: عندما يجتمع الجنود من شتى مناطق العراق، في معسكرات مختلفة، ويقاتلون جنبا إلى جنب فهذا المشهد سيكون مفيدا في إبعاد البلاد عن التمييز العنصري، بالأخص عندما يكون التجنيد موحدا، ولا يخضع للمحاصصة والفساد.
3– التقليل من البطالة: التجنيد الإلزامي، من الممكن ان يساهم في التقليل من البطالة، كونه سيضم العديد من الشباب إلى المؤسسة العسكرية. حتى لو كان حلا مؤقتا، إلا انه سيعطي الدولة فرصة لإيجاد حلول أكثر ديمومة للشباب الذي ينتمي لهذه المؤسسة.
4– بناء الشخصية العراقية: كثيرا ما كان العراقيون يرددون في أحاديثهم الشعبية (إن الجيش مصنع الرجال)، ولعل هذا القول يعود في أصوله الى الزعيم الألماني هتلر. إذ أن الجيش يقوي الشخصية ويزيد الرجال مقدرة على مواجهة مصاعب الحياة.
5– التشجيع على الدراسة: عندما كانت الخدمة الإلزامية تقف على باب المدرسة، لتأخذ كل طالب لا يهتم بدراسته، كان الشباب يزدادون حرصا على التعلم. ومن جهة أخرى، فأن وجود تمييز في الخدمة الإلزامية، للطلبة في المراحل الدراسية المختلفة، سيعطي الطلبة حافزا كي يجتازوا المراحل الدراسية، ويكون لهم شأن مختلف في الخدمة الإلزامية.
6- تطبيق مبدأ المواطنة: فمثلما ان للمواطن حقوقا، فأن عليه واجبات ايضا، ومن بين تلك الواجبات. هو خدمة العلم والوطن.
إذن، أن مشروع إعادة الخدمة الإلزامية هو قرار صائب يستحق الثناء والتقدير.

“المشرق”

مقالات ذات صلة