النائب جبار اللعيبي يوجه رساله الى اهالي البصرة
قال تعالى ” وقل اعملوا فسيرى الله اعمالكم ورسوله والمؤمنون” صدق الله العلي العظيم
يا ابناء شعبنا العراقي الكريم
يا ابناء البصرة الفيحاء… رئة العراق وبوابتهِ نحو العالم، أهلي ورفعة رأسي الاجلاء الشرفاء ..
أيها الأخوة والأخوات الذين عرفونا منذ سنوات طوال، ونحن على ذات العهد ولاءً وانتماءً للعراق وشعبهِ واهله وارضه وثرواتهِ.
لقد حانت ساعة التشرف بالعمل مع اخوتي في برلمان العراق، بعد ان اقتربنا من مهمة أخرى انيطت بنا ضمن مسوؤليات تصدينا لها منذ نعومة اظفارنا والى الآن، لم نكل فيها ولم نمل، واضعين نصب اعيينا مصلحة بلادنا فوق كل مصلحة، باحثين عما يدفع بعجلة نمو اقتصاد عراقنا العظيم نحو ما يحقق الرفاه والعدالة لشعبه الذي طالت سنوات انتظاره، وصارت ايامه حبلى بالأزمات والمشاكل التي ولدتها ظروف شتى ليس اقلها غياب معايير العدالة الاجتماعية، وشيوع قيم التدافع السياسي الذي شوه منجز العراقيين جميعاً في بناء نظام ديمقراطي اتحادي تعددي، تصان فيه حرمة الوطن والمواطن، وتحفظ فيه الحقوق المكفولة.
أيها الأخوة الاعزاء ..
منذ خمسين عاماً تقريباً، تصدينا لمواقع المسؤولية في القطاع النفطي، نعملُ مع اجيال جيلاً بعد أخر ، جنوداً مجهولين في سبيل تأمين موارد البلاد، وتعزيز قدراتها الانتاجية، وصولاً الى ان تأخذ بلادنا الغنية موقعها بين الدول النفطية التي حققت جراء استغلال هذه الثروة طفرات في العمران والتمدن والرفاه، فكنا على اختلاف المواقع والمسؤوليات نواصل ليلنا بنهارنا في سبيل انجاز هذه المهمة، دون النظر الى من يستفيد منها، فأينما امطرت غمامة الخير فأنها ستصيب ارض العراق وربوعه العامرة، وهكذا كنا نعمل، فنحنُ بصريون ولادةً، وانتماءً، لكننا نعمل لكل بقاع وطننا من اعلى قمة في ربوع كردستاننا الجميلة حتى أخر منخفضات أهوارنا الزاهية.
ومنذ عامين أو اكثر بقليل، كلفنا بادارة وزارة النفط العراقية في ظروف اقل ما يقال عنها أنها صعبة واستثنائية للغاية، لم نخف من فشل، ولم نتراجع ازاء الضغوط، فكنا وأعني بذلك كادر قطاع النفط من اعلى هرم القيادة الى اخر منتسب فيها، يدًا واحدة تقاتل في ميدان أخر، في وقت كانت قواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي البطل، والبيشمركة وكل القوات المتطوعة تقاتل عصابات داعش، كنا نحن نقاتل دفاعاً عن اقتصاد العراق من الانهيار وسط سوق متذبذبة وتراجع مخيف في اسعار هذه الثروة التي تشكل مورد العراق الاساسي وشبه الوحيد بالتأكيد.
ايها الأخوة:
لقد امضينا عامين في العمل المتواصل، ونفخر أننا انجزنا فيها الكثير، لا سيما بعد أن بلغ انتاج بلادنا اعلى المستويات في تاريخ هذه الصناعة، كما أخذنا بيد الشركات النفطية الفتية الى مراتب النجاح المميزة، لاسيما الشركات التي كانت خاسرة، والتي باتت اليوم بفضل الخطط التي وضعت، شركات رابحة ومربحة، ويسعدني ان اقول بفخر ، اننا لعبنا دوراً بارزاً في تاهيل واعادة وتشغيل المصافي المتوقفة، والمهدمة، والمنهوبة من قبل عصابات الإحتلال الداعشي، ونجد في اعادة وتأهيل مصفى بيجي مثالاً رائعاً لعظمة الجهد الوطني المبذول من قبل فرسان وزارة النفط بالتعاون مع اشقائهم رجال القوى الامنية وابطال الحشد الشعبي.
ناهيك عن تحويل العراق كله الى ورشة عمل لإصلاح ما تضرر من المؤسسات النفطية الاخرى في البلاد جراء سنوات الحروب وجرائم داعش الارهابي.
يقيناً اني لا استطيع ان اذكر بهذه العجالة كل المنحزات التي حققتها وزارة النفط خلال عامين مزدحمين بالنجاحات الانتاجية والتسويقية والتوزيعية العالية، لكني استطيع حتماً ان اذكر وفاءنا المشرف للإلتزام الذي قطعناه على انفسنا بإعتبار العام 2021 عاماً خالياً تماماً من حرق ذرة واحدة من الغاز العراقي، حيث العمل جارياً الان
وبنجاحات كبيرة لتحقيق هذا العهد قبل حلول موعده.
لقد كانت اعوام العمل في الوزارة تجربة اضافية، وعملاً استثنائياً لا يسعني الا أن اشكر كل من ساهم في صناعة هذا النجاح الكبير، وادعوهم مخلصاً ان يواصلوا هذه المسيرة المعطاءة، واتمنى لمن يقود دفة هذه الوزارة مراكمة الانجاز والدفع باتجاه استكمال بنى هذه المؤسسة العريقة والمهمة.
أيها الأخوة الكرام..
اخيراً اود الاشارة الى أن مجلس الوزراء العراقي السابق كان قد كلفنا قبل تسليم مهامه بادارة شركة النفط الوطنية، وهي شركة نؤمن، بأنها الانجح والانجع في ادارة ملف النفط في العراق، وهي الاقدر على احداث قفزات نوعية منتظرة في هذا القطاع، متجاوزةً البيروقراطية المتوارثة، ومواكبة للتطورات الحاصلة في هذه الصناعة المهمة، مثلما نؤمن بأهمية هيكلة القطاع النفطي، وقد قبلنا المسؤولية، انطلاقا من هذا الإيمان المبني على الخبرة والتحربة والاطلاع على التجارب الدولية المتقدمة في هذا المجال، لكننا – وبعد لقائنا قبل ايام معدودة بالسيد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، لمسنا رغبة واضحة لدى سيادته بتأجيل العمل في هذه الشركة في الوقت الراهن، ولذا فأنها فرصة للمطالبة من مجلس النواب وهو ممثل الشعب العراقي بضرورة استكمال بنى هذه الشركة واعلانها وتمكينها من اداء مهماتها القانونية والفنية، بغض النظر عمن يديرها، الا بمعيار الكفاءة والنزاهة والاخلاص.
إذ يبدو ان المناكفات السياسية، والتشرذم الكتلوي قد وصل الى قلب مؤسسات المورد الذي يعيش عليه العراق والعراقيون جميعاً، وكم تمنيت مخلصاً ان نبعد النفط عن التجاذبات السياسية، ونحصن مؤسساته من فايروسات الإنقسام، والتحزب والمنافع الفئوية والمناطقية، والشخصية.
كما انتهز هذه الفرصة لأعبر عن عظيم شكري لابناء البصرة الكرام الذي انتخبوني هنا لتمثيلهم، مجددًا العهد لهم بالبقاء ذلك البصري الذي يبحث عن مصلحة العراق والبصرة دوماً وابداً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
النائب / الخبير النفطي
جبار علي حسين اللعيبي