حكومة عبد المهدي في مواجهة (الاناكوندا) اليوم أو غداً !
شامل عبد القادر
قبل سنوات شاهدتُ فيلماً سينمائياً بعنوان (الاناكوندا) من بطولة الحسناء جنيفر لوبيز، ويتحدث الفيلم عن أفعى ضخمة بطول تسعة أمتار هي ثعبان الاناكوندا آكلة البشر.. من طبيعة الاناكوندا أنها لا تقتل ضحيتها بالسم كعادة الأفاعي والثعابين بل تقضي على فرائسها بالضغط القوي والعصر والضم والالتفاف حول الفريسة حتى تفتت عظامها وتفجر شرايينها بفضل هيكلها الضخم القوي!.
والاناكوندا اليوم تجلس في أي مكان تشاء في العراق الراهن تعتصر ضحيتها وهو المواطن البسيط وتفكك عظامه وتفجر أعصابه!.
الاناكوندا اليوم هو الروتين الحكومي والبيروقراطية الفاسدة في دوائر الدولة.. هذا الثعبان الأمازوني تحول إلى أكبر ثعبان عراقي يعتاش على فرائسه ليس بالعصر وتحطيم عظام الضحية، بل بالفساد والرشوة وخيانة الضمير والشرف الوظيفي!.
الاناكوندا ليس ثعباناً ساماً لكنه يقتل ضحيته بالالتفاف عليه كما يفعل الموظف الفاسد والشرطي المرتشي.. هذا الثعبان له ماضٍ طويل في العراق وهو ليس جديداً على دوائر الحكومة الخدمية التي تتعامل مباشرة مع المواطن.. المواطن وفي نهاية الأمر فريسة للاناكوندا العراقية!.
اعتقد أن حكومة السيد عادل عبد المهدي في مواجهة أخطر تحدٍ وهو مقاومة الاناكوندا وقتلها وتخليص المواطن من شرورها!.
الاناكوندا الحقيقية بمقدورها أن تبتلع رجلاً بالغاً كاملاً لأنها تمتلك بالعكس من الثعابين السامة صفوفاً من الأسنان العادية.. هل سمعتم بثعبان بأسنان وليس بناب.. نعم هي الاناكوندا التي تسرح وتمرح في دوائر العراق تبتلع ضحاياها من المراجعين من دون وخزة ضمير بعد استلابها آخر دينار في جيب الضحية!.
حكومة السيد عادل عبد المهدي أمام تحدٍ أخلاقي وقانوني.. لا تستطيع هذه الحكومة مهما كانت مؤلفة من عباقرة زمانها أن تنجح إذا لم تستطع سحق رأس الاناكوندا في جميع مؤسسات ودوائر العراق المدنية والعسكرية والأمنية!.
إن لسان حال العراقي الشريف يصرخ: خلصونا من الاناكوندا!.
“المشرق”