“واشنطن بوست”: دستور جديد لسوريا.. هل يعيد الغرب التعامل مع الأسد؟
بعنوان “في القمة حول سوريا، قدّم القادة إجابات قليلة حول السؤال عن نهاية الحرب”، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية مقالاً تحدثت فيه عن القمة التي عُقدت في اسطنبول وجمعت رؤساء تركيا وروسيا وفرنسا والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في سعي لإيجاد نهاية للحرب السورية التي طال أمدها، علمًا أنّ هذه العملية أظهرت الكثير من النفوذ الذي تتمتع فيه موسكو.
ورأت الصحيفة أنّه في الوقت الذي أكد كل طرف التزامه بإنهاء الصراع الدائر، إلا أنّ النتائج التي خلص اليها القادة في القمة قليلة، مما يؤكد التحديات التي تعيق التوصل إلى صيغة للسلام مع وجود فصائل متنافسة وجماعات متشددة، وتردد غربي في إعادة التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد، لافتةً الى ما صدر عن المجتمعين في نهاية القمة، أي الدعوة الى حلّ سياسي لا عسكري.
فقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ المحادثات كانت مثمرة، مشيرًا الى أنّ القادة الذين اجتمعوا اتفقوا على دعم الأمم المتحدة للدفع من أجل تشكيل لجنة تشكل دستورًا جديدًا لسوريا بحلول نهاية عام 2018.
من جانبه، رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّه لن تحصل عودة حقيقية ومستدامة للاجئين من دون إطلاق عملية سياسية.
وعلى الرغم من المؤشرات القليلة، إلا أنّه من المتوقّع أن يتحقق هذا الطرح على المدى القصير.
ولفتت الصحيفة الى أن المشاركين في مؤتمر من أجل السلام في سوريا عقد سابقًا في سوتشي، اتفقوا على تشكيل لجنة تضم 150 عضوًا لإعادة كتابة الدستور السوري، على أن تختار الحكومة السورية ثلث المشاركين، والمعارضة تختار ثلثًا، ويبقى الثلث الأخير من اختيار الأمم المتحدة.
من جانبه، أعلن المبعوث الأممي المستقيل ستيفان دي ميستورا أنّ وزير الخارجية السوري وليد المعلم رفض فكرة أن تلعب الأمم المتحدة دورًا في تشكيل جزء من لجنة صياغة الدستور.
واعتبرت “واشنطن بوست” أنّ كلّ بلد يعمل بقدر ما طالته الحرب السورية، وعلى سبيل المثال تركيا التي تأثّرت كثيرًا، حيث استقبلت 3.5 مليون لاجئ بينما أصبحت منطقة انطلاق للهجمات الإرهابية. وقال أردوغان يوم السبت “المئات من مواطنينا وأفراد قواتنا الأمنية أصيبوا أو استشهدوا”.
كذلك، فقد تدخّلت روسيا عسكريًا لدعم النظام السوري، الذي تدعمه إيران أيضًا، واستقبلت ألمانيا وفرنسا عشرات الآلاف من السوريين الذين فروا من القتال الدائر في وطنهم.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إنّ القمة كانت فرصة عالية المستوى لعكس النفوذ روسيا وتأثيرها على نهاية الحرب.
من جهته، قال توبياس شنايدر، وهو باحث في معهد السياسة العامة العالمي في برلين “لا يمكن توقع حدوث شيء كبير من القمة”، وأضاف: “إنه في الغالب تعبير عن النفوذ الحقيقي الذي تتمتع به روسيا التي كانت تمارس الضغط من أجل المساعدة في إعادة الإعمار من دون حصول انتقال سياسي، وتسيطر موسكو على جهات خارجية أخرى استثمرت في الاستقرار في سوريا”.
وتطرّقت الصحيفة إلى الكارثة الإنسانية التي كادت تحصل في محافظة إدلب، الأمر الذي حذرت منه حكومات غربية ووكالات إغاثة في سوريا.