الرئيس في ضيافة المتنبي!.
شروان كامل الوائلي
ليس بالمصادفة أن يكون الرئيس برهم صالح في شارع المتنبي ولن يكون بالأمر المفاجئ أن يتناول الشاي برفقة السيدة الأولى في مقهى الشاهبندر الشهير لأن المتنبي تاريخيا من المقربين لذاكرة الرئيس وربما يكون شعره أقرب الى ذائقته الشعرية والانسانية!.
ما لفت انتباهي هذا المهرجان الكثيف من الأصوات الثقافية والإعلامية والفضائيات التلفزيونية العراقية وحالة الارتياح الكبيرة التي هيمنت على المكان وسطوة الروح الوطنية التي غلفت ذائقة المثقفين العراقيين وكأن القادم إليهم وهو يرتدي بدلته المدنية من قصر السلام أبو الطيب المتنبي وليس الرئيس الطيب د. برهم صالح!.
استثمر الرئيس وزوجته يوم الجمعة للإطلالة على هذا الشارع الذي يرتاده المثقفون والسياسيون والنواب والمتذمرون والمستاؤون والغاضبون على الأوضاع السياسية والأمنية والخدمية وحالة الإرتباك المزمنة التي يعاني منها العراقيون.. هذه الإطلالة رسالة محبة واطمئنان وجاهزية حقيقية لأداء وظيفة وطنية لا يتحملها إلا الفرسان ولا يؤديها إلا الذين يؤمنون بالعراق الواحد والمشروع الوطني المشترك.
في المشهد التلفزيوني بدا الرئيس واحداً من المرتادين من الشعراء والأدباء الذين يقرأون كتاباً على رصيف أو يشترون رزمة من المؤلفات الفلسفية من باعة الأكشاك الأرضية.
أصر على شراء كتاب ودفع ثمنه للبائع وهي رسالة أن الرئيس في النظام الديمقراطي لا يختلف حاله عن حالة أي مواطن حين يرتاد صيدلية أو مشفى أو شارع ثقافي وميزته إذا ما كان هنالك ميزة إشاعة الأمل في النفوس وإشعار الناس بالطمأنينة والأهم أن الرئيس الذي كنتم ترونه في قصر السلام ها هو اليوم يخرج من قصر السلام ليشيع من شارع المتنبي أجواء السلام.
من يرى د. برهم صالح الرئيس في المتنبي سيدرك مباشرة أن الصورة مختلفة عن أجواء الصوره الجمهوريه التقليديه على أسمائها.. رئيس ستيني يفكر بروح الشباب ولديه آمال وتطلعات وأهداف واستراتيجيات في إدارة الجمهورية في إطار الصلاحيات الممنوحة تتعدى إطار الشكليات الرئاسية عميقاً في استخدام الوسائل والنصوص الدستورية لبناء حلول واقعية لما نحن فيه!.
د. برهم صالح الرئيس في المتنبي رسالة للمسؤول والمواطن معاً.. بضرورة الحوار المشترك وتعميق التواصل الثقافي والاجتماعي وتحقيق الأهداف التي طال انتظارها بعد 15 عاماً من المعاناة ومكابدة الأهوال وتجارب الحكومات المتعاقبة!.
على المسؤول أن يتواضع قليلاً ويتحرك كثيراً ويتواصل مع شريحة المثقفين الذين يعانون كما يعاني المواطن العراقي البسيط وأن يلتفت العهد الوطني الجديد برئاسة السيد عادل عبد المهدي لهذه الشريحة بما يضمن حقوقها المدنية، الثقافية، والتقاعدية..
ما يستحقه المثقف بان يبادر السيدالرئيس بضرورة توفير راتب تقاعدي للشاعر والكاتب والمؤرخ وأن لا نفجع بالموت مرة اخرى وهو يغيب كاتباً على رصيف أو مؤرخاً في مقهى بالاغتراب!.
على المثقف.. وهنا أقولها لأخوتي وأصدقائي المثقفين العراقيين أن يكون لهم موقف مما يجري في الحياة السياسية وأن يترك بصمة في مسار العملية السياسية بدل أن يتحرك السياسيون والنواب في ساحة واسعة سمح الدستور والصيغة الديمقراطية في البلاد قبل 15 عاماً أن يكون للمثقف دور ومكان في عمليات الجدل والنقاش الموضوعي والحوارات الوطنية حول أي مستقبل نريد واي حكومة يتطلع إليها العراقيون.
لا يكفي أن نرى الرئيس د. برهم صالح في شارع المتنبي ونسلم عليه ونأخذ الصور التذكارية مع الرئاسة..نريد حالة ثقافية عراقية تقدم المقترحات ومشاريع القوانين قبل أن تناقش وتقدم من قبل الكتل واللجان المعنية فيها في مجلس النواب العراقي.
زيارة الرئيس برهم صالح لشارع المتنبي مناسبة لترك البصمة وفتح الطرقات المغلقة بين مقر السلام والمتنبي وصناعة عهد وطني جديد يساهم فيه الثقافي بقوة النص الوطني وصمود الحرف في جبهة الكتابة لبناء جمهورية السلام.
شارع المتنبي منصة لتأكيد ما نريد وحان الوقت لكي نسمع الرئيس ما نريد.