ترامب والتهرب من الضرائب
أسرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تكون جمعت ثروتها عبر التهرب، والرئيس رفض الحديث إلى «نيويورك تايمز» وهي تعد مقالها عن أموال أسرته، وأن ما ورثه عن أبيه جاء عبر خطط ضريبية مخالفة للقوانين.
تشارلز هاردر، وهو من محامي ترامب، قال إنه لم يكن هناك تهرب من الضرائب واحتيال، ومقال «نيويورك تايمز» بني على مزاعم غير صحيحة، والرئيس ترامب لم تكن له أي علاقة بالمادة المنشورة. الرئيس حوّل الأمور المالية إلى أسرته وخبراء في الضرائب.
طبعاً ترامب رفض قبل انتخابات الرئاسة وبعدها أن يكشف النقاب عما يدفع من ضرائب، والسرية هذه إدانة أخرى للرئيس.
خبراء في الضرائب قالوا إن مناورات ترامب لتجنب دفع ضرائب نوع من الاحتيال، وهذا يشمل تحويل الرئيس مبالغ ضخمة من ثروته إلى أبنائه. في كل الأحوال مصلحة الضرائب لم تلاحق تلاعب دونالد ترامب كما يجب.
قرأت أن والد ترامب كان يغدق عليه المال منذ طفولته.وفي الثالثة من عمره كان يكسب 200 ألف دولار في السنة، وهو أصبح مليونيراً في الثامنة، وأصبح دخله السنوي بين أربعة ملايين دولار وخمسة ملايين وهو بين الأربعين والخمسين من العمر.
ترامب زعم أنه بنى امبراطوريته المالية بنفسه، وأنه تلقى قرضاً بمبلغ مليون دولار من والده واضطر إلى تسديده. إلا أن الوثائق تظهر أن ترامب تلقى من والده قروضاً بلغت 60.7 مليون دولار ولم يسدد جزءاً كبيراً من هذا المبلغ.
الأوراق الرسمية تظهر أن استثمارات ترامب كانت تخسر باستمرار مثل الطيران وفندق «بلازا» وكازينوات أتلانتك سيتي. كان ينتقل من أزمة مالية إلى أخرى إلا أن دخله من استثمارات العائلة زاد بشكل ملحوظ.
عام 1987 كان دونالد ترامب مديناً لوالده فريد بمبلغ 11 مليون دولار. لو أن الأب سامح ابنه وقرر ألا يقبض الدَين لكان الابن يواجه طلبات بملايين الدولارات من مصلحة الضرائب. الأب اشترى 7.5 في المئة من برج لابنه في مانهاتن بمبلغ 15.5 مليون دولار. والأب باع حصته بمبلغ عشرة آلاف دولار. مَن اشترى الحصة؟ دونالد ترامب طبعاً.
في أواخر 1990، يظهر أن ترامب الابن حاول أن يغير وصية ترامب الأب، إلا أن الأب أبدى شكوكاً في نوايا ابنه ورفض الإذعان له. كانت ثروة الأب ستدفع 55 في المئة من قيمتها لمصلحة الضرائب لو مات. إلا أن الابن نجح في إقناع الأسرة بالالتفاف حوله، وبعض الإجراءات التي اتخذها إما احتيال أو سرقة مكشوفة.
والدا دونالد ترامب تهربا من دفع مئات ملايين الدولارات تلقاها الابن على شكل هدايا زعم الأبوان أن قيمتها المالية أقل كثيراً من سعرها الحقيقي.
فريد ترامب توفي في حزيران (يونيو) 1999، وكان معظم ثروته في عقارات تهرب أصحابها (أي أسرة ترامب) من دفع ضرائب عليها بعد أن جعلوا أسهمها جزءاً بسيطاً من الثمن الحقيقي لها.
دونالد ترامب بدأ عام 2003 عملية بيع الإرث الذي تركه والده. وهذا بيع في العام التالي. حصل دونالد ترامب في يوم واحد على أكبر مبلغ حصل عليه في حياته وكان 236.2 مليون دولار. كل الخبراء الذين درسوا الإرث قالوا إن السعر الذي أعلنته العائلة له أقل كثيراً من سعره في السوق.
القصة لم تنته بعد، فمصلحة الضرائب في ولاية نيويورك تحقق الآن في ورثة الأب فريد. ودونالد حصل على 430 مليون دولار مما ترك والده وخفض قيمة الضرائب المستحقة، ما جعل الخبراء يقولون إن القضية كانت سرقة مكشوفة. ربما تستطيع مصلحة الضرائب أن تحاسب دونالد ترامب وأسرته، أو أن الرئيس يضغط عليها لتنسى ما فعل. سنعرف النتيجة في المستقبل القريب.
جهاد الخازن
“الحياة اللندنية”