ماذا سيحصل في البرلمان يوم الاثنين؟
دعى السيد رئيس الجمهورية لعقد الجلسة الاولى للبرلمان يوم الاثنين 3/9. وأمامنا عدة خيارات.
1- تأجيل الجلسة، ويبدو ان بعض القوى ترغب بذلك وترفضها اخرى.. وقد اتصل السيد رئيس الجمهورية بالفعل في عطلة نهاية الاسبوع برؤساء الكتل يستشيرهم الامر.. فالامر بمجمله يعود للسيد رئيس الجمهورية.. وان الدستور يسمح له لمدة 15 يوماً اخرى، رغم ان التأجيل لم يحصل على القبولية المطلوبة، فأكدت الرئاسة انعقاد الجلسة بموعدها.
2- في حالة عدم انعقاد الجلسة ستستمر المشاورات بين الكتل للوصول الى اتفاقات مشتركة او حلول مقبولة، لكن حالات التشنج والتباعد قد تزداد ايضاً. وتبين التجربة عندنا بان المباراة لا تحسم عادة بالوقت المقرر، بل تحسم بالاوقات الاضافية او بضربات الترجيح كحل اخير. وان نقاشات ومواقف وقرارات القوى السياسية لا تدور في فراغ، وكأنها الوحيدة الموجودة في الساحة.. بل عليها ان تدرك بان هناك اطراف كثيرة تراقب وتستنتج وتتخذ مواقف ايضاً.. والشعب هو اول من يقوم بذلك. ومواقفه قد لا تكون انية وسريعة، لكن استنتاجاته وقناعاته العميقة عن جدية حكامه وممثلية والقوى السياسية ستظهر شئنا ام ابينا في وقت ما، وبمضامين وسلوكيات قد لا ترضيهم وترضينا اطلاقاً.
3- في حالة انعقاد الجلسة الان او خلال الاسبوعين القادمين، فان الجلسة ستتأرجح بين أ) الانسيابية والسهولة، او بين ب) العصبية والشد والعرقلة. فسنتجه للخيار الاول ان توصلت القوى الى اتفاقات اساسية حول الرئاسات.. وسنسقط في الخيار الثاني بخلافه.
4- الاتفاق لترجيح الخيار الاول ليس بالمستحيل.. لكنه يتطلب حراكاً من قوى لها دور يقبله الاخرون لتطوير المباحثات. فقوى “العراقية” القديمة منقسمة على نفسها، رغم محاولات التمحور والاتفاق.. كذلك قوى “التحالف الوطني” السابق، وإن اعفاء السيد الفياض سيزيد المشهد تعقيداً.. وان تأكيد المحورين الاساسيين ونقصد “الرباعية” و”الفتح” وحلفائها كل من طرفه بانه سيشكل الكتلة الاكبر او الذهاب الى المعارضة يكشف حالة التباعد وليس التقارب، ما لم يتدخل عامل خارجي عنهما، او ان تنحاز قوى من “التحالف الكردستاني” او “العراقية” القديمة بشكل حاسم لاحداهما.
5- تستطيع قوى “التحالف الكردستاني” خصوصاً الحزبين المتقدمين لعب دور مهم في تشكيل الحكومة. ليس لانها تمتلك الاعداد الحاسمة.. او لان كل شيء قد حُسم بين القوى الكردستانية، حول موقفهم في بغداد واربيل وشؤون الاقليم.. بل: أ) لأنها تستطيع تشكيل محور مفاوض يقوده “البارت” و”الاتحاد”.. ب) لأن غيابهما عن اية حكومة قادمة سيعتبر غياباً لمكون لا يستطيع، ولا يريد احد، ان لا يكون مشاركاً او شريكاً في الحكومة القادمة.. ج) لان دورها حاسماً في اختيار رئاسة الجمهورية.. ج) لانهم قريبون من الاخرين، فتراهم يزورون كافة القوى، وتزورهم وتفاوضهم كافة القوى.. د) لانهم يمتلكون حلفاء مهمين في مختلف الاطراف، وسيصعب على من يمتلك حلفاء في هذا الطرف او ذاك، ان ينحاز تماماً لطرف ليخاصم الاخر، فمصلحته تقريب وجهات النظر ليموضع نفسه بشكل افضل في وسط تحالفات الحكومة القادمة، التي لها مساس مباشر باوضاع البلاد، ومنها كردستان.
6- ستبقى تأثيرات العامل الخارجي مهمة لتشكيل الحكومة.. ولعل الطرفين الاساسيين، ونقصد بهما ايران والولايات المتحدة، رغم كل خلافاتهما لكنهما في احيان كثيرة اكثر واقعية وتقديراً لحساسيات الاوضاع العراقية من القوى العراقية نفسها. ويخطىء من يعتقد ان اي منهما يريد عزل خصمه تماماً، وفرض وجهة نظره كاملة على الاخر. ليس لانه لا يريد ذلك بل لانه يدرك تعذر ذلك، وهما مدركان ان ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. الصحيح ان كلاهما لن يقبلا من الاخر اضعافه او عزله، ولا يقبل معادلة داخلية تعاديه وعلى حسابه تماماً.. وان الطرفين قد أكدا عملياً في المرات السابقة، تعاملهما مع اية حكومة تحملها السياقات المعروفة عراقياً، وتحترم السيادة الحافظة من التدخلات السافرة لأي طرف اقليمي او دولي، ونعتقد ان هذا كله ما زال نهجهما، رغم الاشاعات والتقولات والتسريبات.
عادل عبد المهدي