اراء و أفكـار

لا أحزاب معارضة في العراق!

حسين عمران

ربما …. العراق البلد الوحيد في العالم الذي لا وجود للمعارضة داخل احزابه!.
والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا العراق وتحديدا البرلمان العراقي لا توجد فيه أحزاب معارضة !.
ربما سينبهني احدكم بأن بعض الكتل السياسية حاليا تقول انها ستكون في صفوف المعارضة!.
أقول …. أتمنى ان تسألوا هذه الأحزاب التي تدعي بانها ستكون معارضة سؤالا واحدا وهو (لماذا تريدون الذهاب الى المعارضة) ؟!.
قبل الإجابة عن هذا السؤال أقول وبإصرار كامل وبيقين تام بانه لم ولن تكون في العراق معارضة حتى وان ادعت ذلك بعض الأحزاب والكتل السياسية، إذ ان تلك الادعاءات ما هي الا تهديدات!.
وقبل ان تسألوا ماذ تعني بالتهديدات، أقول تعالوا نتحدث بهدوء.
حاليا… اغلب الكتل السياسية تجتمع فيما بينها لتشكيل “الكتلة الأكبر ” التي من بين صفوفها تتم تسمية رئيس الوزراء الذي بدوره سيختار تشكيلته الوزارية التي سيضعها امام أعضاء مجلس النواب الجديد للموافقة عليهم.
والحديث عن التشكيلة الوزارية ربما سابق لأوانه حاليا ، اذ ان كل الجهود تنصب الان حول من سيشكّل الكتلة الأكبر ؟ ولكن لمن لا يعرف دهاليز السياسة بعد العام 2003 أقول ان نواة “الكتلة الأكبر ” هو احد الأحزاب المتنفذة والفائزة في الانتخابات، وهذا الحزب سيفاتح هذه الكتلة وذلك الحزب للانضمام اليه، وبالتالي ليعلن بانه “الكتلة الأكبر ” ولكن..
أقول … ولكن ان تلك الأحزاب التي ستوافق على الانضمام الى ذلك الحزب الفائز ستبحث خلال الاجتماعات والحوارات عن
“المقابل” الذي ستحصل عليه فيما اذا وافقت على الانضمام الى الحزب الذي يسعى الى تشكيل الكتلة الأكبر ، وبتفصيل اكثر أقول ان الأحزاب التي ستنضم الى الحزب المتنفذ ستبحث خلال الاجتماعات عن نصيبها من المناصب والوزارات التي تحصل عليها في حال موافقتها الى الانضمام الى “الكتلة الأكبر” وحينما لا تحصل على ما يرضي طموحها ستبحث عن ما يرضي الطموح مع حزب اخر يسعى هو أيضا لتشكيل الكتلة الأكبر ! وحينما لا تحصل على ما تريده “ستدعي” انها ستتجه الى المعارضة، ولكن هل هناك مصداقية في ادعائها هذا؟، أي هل فعلا ستتجه الى المعارضة؟. اشك في ذلك كثيرا بل اني على يقين بأن لا وجود للمعارضة في العراق .
ومن هنا أقول ان مصلحة الوطن بعيدة تماما عن مباحثات الكتل السياسية إلا ما ندر ، وربما يأتي ذلك من باب ذر الرماد في العيون، فأغلب الأحزاب تبحث اول ما تبحث خلال حواراتها عن نصيبها من المناصب ، وتفكر اول ما تفكر به هو كم ستحصل ماديا من المناصب التي ستتولى ادارتها في الحكومة الجديدة، حينها ستكون مباحثات من نوع اخر مع رئيس الوزراء، وهذه المرة مع الكتل الكبيرة التي سيكون لها صوت مسموع تحت قبة البرلمان ، اذ هذه المرة يمكن ان “يفشل” رئيس الوزراء في مهمته اذا لم يصوّت البرلمان على تشكيلته الوزارية، وبهذه الحالة سيتم تسمية رئيس وزراء جديد!.
لكن … هذا الحديث سابق لأوانه أيضا ، اذ ان الحديث الآن يدور حول من سيشكل الكتلة الأكبر ، وهذه سيتم تسميتها بعد ان يضمن كل من ينضم لهذه الكتلة عن حصته من “كيكة العراق”، أتمنى انكم عرفتم الآن لماذا لا توجد معارضة برلمانية في العراق … والسلام!.

نقلا عن “المشرق”

مقالات ذات صلة