اعمار الموصل .. مطلب جماهيري وحكومي!
شامل عبد القادر
مرّ عامٌ على تحرير مدينة الموصل من براثن داعش.. حررت المدينة في ظل معارك شرسة ودموية، من شارع الى شارع، ومن حي الى ثان، واستبسلت القوات الامنية والعسكرية الى درجة خوض معارك وجها لوجه، واستعملت فيها احدث انواع الاسلحة والاشتباكات عن قرب!.
الموصل كالبصرة وبغداد احدى ثلاث ولايات عراقية عريقة وملتقى التجارة والمواصلات مع دول حوض البحر التوسط وبلاد الشام، ونقطة اتصال عراقية بالأمم والشعوب.
في المرات السابقة كانت الموصل تدافع ضد الاحتلالات الاجنبية، وصمدت ضد الحصارات والجوع والعطش، وانتصرت على الاغراب. وقبل سنوات اقتحم داعش المدينة واحتلها، وتحول اهلها الى رهائن، فالطريق الى قلب المدينة كان مفتوحاً على مصراعيه بسبب اخطاء الحكومة المحلية، وانتشار التعسف والظلم والرشى بطريقة منفرة، فضلا عن تقصير عسكري يصل الى حد الخيانة الوطنية!.
نجح العبادي في تنظيم الجهد الامني والعسكري بالتعاون مع قوات التحالف الامريكي – الدولي واسترد الموصل بشجاعة القوات العراقية عموما، لكن الحرب مع داعش حولت المدينة الى 10 ملايين طن من الانقاض!.
السلطات المحلية في الموصل نظمت حملة لرفع الانقاض عن المدينة شاركت فيها 300 سيارة لوري، وآلاف المتطوعين من اهلي الموصل لإعادة الحياة اليها.
إن اعمار الموصل واجب عراقي بشقيه الجماهيري والحكومي، اضافة الى الدعم العربي لإنقاذها من الخراب وإعادة زهوها وتألقها كماضي ايامها القريبة.
على الحكومة المركزية الاسراع بإرسال التخصيصات المالية للموصل لإنجاز اعمارها بأسرع وقت، وعدم التلكؤ في هذه القضية الحساسة.
بالمال وحده يمكن إعادة الموصل الى حياتها السابقة.
وبالمال وجهود آلاف المتطوعين تعود الحياة طبيعية الى الموصل.
يجب الاعتراف أن اهالي الموصل انفقوا من جيوبهم على اعمار محلاتهم ودكاكينهم من دون ان تنفق الحكومة فلساً واحداً على هذا الجهد الجماهيري الشعبي!.
نقلا عن “المشرق”