اراء و أفكـار

البكالوريا وتسريب الأسئلة

حسين علي الحمداني

مع بداية الامتحانات العامة للدراسة الإعدادية وفي يومها الأول أعلن عن تسريب أسئلة التربية الإسلامية وهذا ليس بالجديد، ففي السنوات الماضية كانت هنالك عملية تسريب لأكثر من مادة وهو ما يجعلنا نتساءل من المسؤول عن ذلك؟عمليا هنالك لجنة امتحانات مركزية في الوزارة وبالتأكيد هنالك لجان أخرى في المحافظات وهذا يعني إن التسريبات منفذها واضح ولا يمكن أن تتجاوز اللجان التحقيقية ذلك وتحاول البحث عن جناة خارج هذا الإطار.وتسريب الأسئلة لها اضرار كبيرة جدا في وصول طلبة لكليات أكثر من استحقاقهم.
وبالتأكيد تسريب ألأسئلة صحيح بدليل تطابق ما سرب مع ما حصل في مادة التربية الإسلامية كانت مطابقة تماما لما تم تسريبه قبل ساعات من بداية الامتحان،وهذا دليل على أن الوزارة لم تتابع الأمر وليست لديها مراصد الكترونية تتابع ذلك وتكتشفه لكي يتم استخدام النموذج البديل من الأسئلة كما هو معروف لدى الجميع.
من هنا يتضح لنا إن التسريب حصل بالفعل وحصل معه لبس في الأمر هنالك تسريبات صحيحة وهنالك أخرى غير صحيحة، ومن قام بهذه العملية أراد من خلالها أن يضرب أكثر من عصفور واحد بحجر،الأول يتمثل بعدم جدية الوزارة في الحفاظ على سرية الأسئلة، والثاني إن هنالك أشخاصا غير كفوئين في هذه اللجنة أو تلك،والجانب الثالث له أبعاد سياسية بالتأكيد لأن التسريب هنا مفتوح للجميع وليس محدودا.
السؤال هنا ما هو الحل لتجاوز حالات كهذه؟ الجواب يكمن إن المرحلة الإعدادية مرحلة مصير للطلبة وكل منهم بحاجة لنصف الدرجة التي من شأنها أن تحدد مصيره ومستقبله وقبوله في الكليات وبالتالي على وزارة التربية أن تفكر جديا في تجاوز هذه الإخفاقات وتفكر مليا بوضع وتسليم الأسئلة لمدراء المراكز الامتحانية الكترونيا عبر ايميل اللجنة الامتحانية التي عليها أن تختار الأسئلة سواء رقم 1 أو 2 أو 3 كما هو معروف وترسلها مباشرة لإيميلات مدراء المراكز الذين يفترض إنهم يجيدون استخدام الحاسوب،وحواسيبهم مجهزة بشبكة أنترنت كأحد مستلزمات الامتحانات،ويكون الإرسال في لحظة بداية الامتحان وجلوس الطلبة في القاعات وما على مدير المركز الإمتحاني سوى سحب هذه الأسئلة وتوزيعها بين الطلبة .
هذا الإجراء سهل جدا خاصة وإن المراكز الإمتحانية للسادس الإعدادي في مراكز المدن وليس في القرى والأرياف وشبكة الانترنت متوفرة بعدة وسائل وسهلة الاستخدام شريطة أن يتم اختيار مدراء المراكز الامتحانية بدقة ومهنية عالية، والجانب الآخر يمكن تجهيز مدير المركز الامتحاني بحاسبة (لاب توب وجهاز استنساخ صغير) على الرغم من ان الكثير من المدارس تتوفر فيها هذه الخدمات.
وأفكار كثيرة أخرى ممكن أن نجدها لدى المختصين لكي نتجاوز مسألة تسريب الأسئلة بين الحين والآخر وهو أمر كما قلنا يضر العملية التربوية في العراق ويؤثر في مخرجاتها التي نجدها في الكليات والجامعات العراقية.

نقلا عن “الصباح”

مقالات ذات صلة